“شمس صغيرة” تضيء المعرض الدولي للنشر والكتاب

"شمس صغيرة" تضيء المعرض الدولي للنشر والكتاب
عبير عزيم أثناء توقيع روايتها في رواق مكتبة السلام الجديدة
عبير عزيم أثناء توقيع روايتها في رواق مكتبة السلام الجديدة
عبير عزيم أثناء توقيع روايتها في رواق مكتبة السلام الجديدة
عبير عزيم أثناء توقيع روايتها في رواق مكتبة السلام الجديدة
أقلام
عبد العزيز كوكاس يصف الكاتبة الصغيرة عبير عزيم بالموهبة التي تنبت من الهامش
"شمس صغيرة" تضيء المعرض الدولي للنشر والكتاب
عبير عزيم أثناء توقيع روايتها في رواق مكتبة السلام الجديدة
عبير عزيم أثناء توقيع روايتها في رواق مكتبة السلام الجديدة

من الهامش إلى المركز، هكذا يصف الإعلامي والكاتب عبد العزيز كوكاس رواية "شمس بحجم الكف" وما أسهمت به كاتبتها عبير عزيم، المصنفة كأصغر كاتبة في الوطن العربي، خلال حفل توقيع الرواية الذي احتضنه رواق مكتبة السلام الجديدة زوال يوم الجمعة 2 يونيو 2023.

من دواليب التواري والمعاناة إلى أضواء الواقع والتجلي، هكذا ارتقت عبير عزيم بشخوص روايتها من ذوي الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة) محاولة بث جرعات من الأمل في شرايين معاشهم اليومي ليتجاوزوا نظرة المحيط والمجتمع لهم. تلك النظرة التي يلاحقها هاجس الشفقة الذي يطبع تعامل المجتمع مع هذه الفئة التي تكابد التهميش حتى من أقرب المقربين.

تبسط الرواية وجها من أوجه مكابدة ذوي الهمم المآسي النفسية والاجتماعية في دوامة أساسها الكفاح للعيش، رغم ما يحمله هذا الحق من حمولة فطرية لا يحتاج معها المرء قوة لانتزاعه. غير أن هذه الفئة تكون في حالات كثيرة تصارع فقط لحجز موطئ قدم لها في المجتمع الذي مازال يقاوم فكرة إدماج هذه الفئات في نسيجه دون وصم أو تصنيف، أو حتى خصهم بوضعية اعتبارية يكون معيارها وضعيتهم الجسدية أو العقلية.

تحكي الرواية قصة عائلة ولد لها طفل من ذوي الهمم، بدأت معاناته من لحظة ولادته حاملا معه معطى الإعاقة التي ستشكل الصفة الأولى التي يحملها في حياته، ويعرفه بها محيطه ومجتمعه. في هذا الصدد تصف عبير عزيم هذه الوضعية بأنها اختلاف، "والاختلاف ليس دونية أو نقصان"، "وأن الإعاقة هي إعاقة فكر لا إعاقة جسد" في سياق حديثها عن التعامل الذي يجب أن يحظى به كل من هو في وضعية ذوي الاحتياجات الخاصة.

رواية "شمس بحجم الكف" هي محاولة لتمرير مجموعة من الرسائل الإنسانية الخلاقة حول التعايش بين مختلف الفئات المجتمعية بعيدا عن كل الوضعيات التي يعيشها الأفراد بصفة شخصية، من خلال الحديث على لسان شخصيات لها امتدادها في اليومي الذي تعيشه والمحيط الذي تعيش فيه عبير عزيم، كمحاولة من موقعها أن تبسط نظرة مغايرة عن تلك السائدة، وهذا ما تقول بشأنه أن "اختيار الموضوع لم يأت عبثا"، بل لخدمة هذا الهدف النبيل.

مدير دار نشر النوارس التي طبعت ونشرت رواية "شمس بحجم الكف"، عبد العزيز كوكاس، يصف هذا المؤلف بالمبهر لاعتبارات سن الكاتبة عبير عزيم التي لم يتجاوز سنها أربع عشرة سنة، وهو معطى مهم في التعامل مع الرواية حسب وصفه.

بالإضافة إلى عمق التحليل والرؤية اللذان عولج بهما موضوع الرواية، الذي تمت مقاربته حسب وصف الكاتب كوكاس ليس من "باب الشفقة، بل من باب الاختلاف. ويضيف بأنه علينا أن نواجه الإعاقة في المجتمع بطرق أكثر إنسانية، وأن ننتبه للعطاء الذي يمكن أن تقدمه لنا".

إن جمالية الرواية حسب الناشر لا تكمن فقط في الموضوع الذي تعالجه، حيث يقول بأن "شخوص الرواية قرأتهم متخيلا ثم صادفتهم بدم ولحم"، ولكن أيضا في شعرية اللغة التي تكتب بها عبير عزيم وأسلوبها السردي. دون أن يتوانى عن التعبير عن سعادته بما تحققه عبير عزيم في حقل الرواية والكتابة، وأمثالها من أبناء المدرسة العمومية القادرين على العطاء. "إنها كفاءة تنبث من الهامش"، هكذا يصف الناشر الموهبة الشابة، مؤكدا أنه يمد يده لأجيال المستقبل أملا أن تشكل يراعات استثنائية تنير مستقبلنا.

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE