احتفاءٌ بالمنجز الشعري لعبد اللطيف اللعبي

احتفاءٌ بالمنجز الشعري لعبد اللطيف اللعبي
الشاعر عيسى مخلوف يتحدث خلال اللقاء متوسطا المحتفى به عبد اللطيف اللعبي (يمين الصورة) والكاتب والمترجم محمد خماصي
الشاعر عيسى مخلوف يتحدث خلال اللقاء متوسطا المحتفى به عبد اللطيف اللعبي (يمين الصورة) والكاتب والمترجم محمد خماصي
أقلام
احتفاءٌ بالمنجز الشعري لعبد اللطيف اللعبي
الشاعر عيسى مخلوف يتحدث خلال اللقاء متوسطا المحتفى به عبد اللطيف اللعبي (يمين الصورة) والكاتب والمترجم محمد خماصي

"أيها السلام أحنُّ إليك.. نحنُّ إليك.. تحنُّ إليك هذه الإنسانية الضائعة". هكذا يكتب الشاعر عبد اللطيف اللعبي منذ بداياته الأولى.. السهل الممتنع. يكتب القصائد كلها ضد الظلم أينما كانَ وبأي شكل كانْ. يفعلُ ذلك مدفوعاً بحلمهِ الكبير في أن يرى عالماً كامل الإنسانية. 

للحديث عن هذا المنجز الشعري الفريد لهذا المبدع، احتضنت قاعة رباط الفتح بالمعرض الدولي للنشر والكتاب يوم السبت 03 يونيو 2023، لقاءً حضرهُ إلى جانب المحتفى به، كل من الشاعر والكاتب عيسى مخلوف والكاتب والمترجم محمد خماصي. 

احتفى هذا اللقاءُ بتجربة عبد اللطيف اللعبي الشعرية، خاصة في دواوينه الأربعة الأخيرة: "الأمل عنوةً" و"الهروب إلى سمرقند" و"الشعر لا يهزم" ثم "لا شيء تقريباً". كلها عنواين لنصوص شعرية مفرطة الحساسية "ترصد ما تبقى وما رحل بعد عمر طويل.. بلغة لا تسقط في الوعظ إنما تتحرك فيها تغيرات العالم بما في ذلك معنى الشعر نفسه.."، حسب الكاتب عيسى مخلوف. فلغة عبد اللطيف اللعبي واضحةٌ ولا يحمِّلها أكثر مما يمكن أن تطيقه، لكنها بالمقابل تنفذُ سريعا إلى الأعماق. "إنها تجد طريقها إليك". و تشكل الدواوين سابقة الذكر، لعبد اللطيف اللعبي، حصادَ سيرته بمراحلها المختلفة ومحطات الظل والنور. يقول اللعبي إنه كتبها "كي لا يتعفن كل ذلك في الروح قبل القطاف الأخير". 

ترجمت أعمال صاحب "يوميات قلعة المنفى" إلى عدة لغات، وانتشرت في بلدان عديدة، لكنه كان حريصاً دوماً أن تترجم إلى اللغة العربية ترجمةً تحافظ على المعنى "وتنفذ تحت جلد النص". كان حريصا أن تصل الى المغرب والمشرق وكأنه بذلك الحرص، يحقق أمنيةً كان مسكوناً بها ولازال. ذلك أن اللغة العربية "سُرِقت" منه على حد تعبيرهِ حينما تعلم مرغماً اللغة الفرنسية صغيراً. ورغم ذلك يقول إنه لا يبايع اللغةَ الفرنسية ولا يمجدها كما يفعلُ آخرون. ويؤكد أن هويته اللسانية لا تكتمل إلا بالعودة إلى اللغة العربية. وهكذا صنع اللعبي داخل اللغةِ، لغةً أخرى خاصةً به ومجازاتٍ خفيفةٍ وثقيلة في أنٍ واحدٍ وهو "أمر لا يأتي به أحد غيره." " مجاز يظل وفيا دائما للهمِّ الإنساني فيقول: 

"أشهد أن لا إنسان

إلّا الذي يخفق قلبُه حُبًّا

لكلِّ إخوته في الإنسانيّة...

أشهدُ أن لا إنسان

إلّا مَن يُحارب الكره بِلا هَوادة

في دواخله وحواليه

الذي ما إنْ يفتح عَينيه في الصباح

حتى يسأل:

ماذا عليَّ أن أفعل اليوم

كي لا أفقد صفتي

واعتزازي

كإنسان"

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE