أسرار محمد مشبال.. من الكتابةِ إلى “إحياء البلاغة”

فقرة "محاورة" تروي قصة مسيرة طويلة مع دراسة البلاغة
أسرار محمد مشبال.. من الكتابةِ إلى “إحياء البلاغة”
الدكتور مصطفى الغرافي محاورا محمد مشبال في ضيافة معرض الكتاب

أنصف القدر مشروع الناقد والأكاديمي محمد مشبال بعد زمن، وذلك تماشيا مع سياق عالمي بدأت فيه "قيمة البلاغة" في الظهور" مع الخطابات السياسية والإشهارية وغيرها.."

أسرار محمد مشبال.. من الكتابةِ إلى “إحياء البلاغة”
الدكتور مصطفى الغرافي محاورا محمد مشبال في ضيافة معرض الكتاب

أنصف القدر مشروع الناقد والأكاديمي محمد مشبال بعد زمن، وذلك تماشيا مع سياق عالمي بدأت فيه "قيمة البلاغة" في الظهور" مع الخطابات السياسية والإشهارية وغيرها.."

فقرة "محاورة" تروي قصة مسيرة طويلة مع دراسة البلاغة
أسرار محمد مشبال.. من الكتابةِ إلى “إحياء البلاغة”
الدكتور مصطفى الغرافي محاورا محمد مشبال في ضيافة معرض الكتاب

أنصف القدر مشروع الناقد والأكاديمي محمد مشبال بعد زمن، وذلك تماشيا مع سياق عالمي بدأت فيه "قيمة البلاغة" في الظهور" مع الخطابات السياسية والإشهارية وغيرها.."

عندما تقرأ ما يكتبهُ محمد مشبال في البلاغة، ستجد نفسك حتما أمام كاتب وكتابة نقدية من نوع آخر. مشبال لا يكتب كما يفعلُ البلاغيون الآخرون.. إنه يفعلُ ذلك كساحر متمرس، وكأنه ينفخُ من روحه في النص الذي يكتب فتصبح للبلاغة حياة أخرى. عن هذه البراعة الفريدة يقول في محاورة أجراها معه الدكتور مصطفى الغرافي بقاعة شالة في المعرض الدولي للنشر والكتاب مساء يوم 08 يونيو 2022: " جئت للبلاغة من عالم الكتابة..

ربما لأنني كنت روائيا أو شاعرا فاشلا.. لكن حب الكتابة ظل ملازما لي دائما.. إنه يطل من بين كل السطور التي كتبت وسأكتب". كما أن الكتابة عند مشبال لم تكن يوما وسيلة بل "هي أسمى الغايات"، لا يهمه أن يفهم القارئ ما يكتب، بقدر ما يهمه أن يستمتع أولا. بدأ شغف محمد مشبال بالقراءة والكتابة في عمر مبكر، وكان لوالده في ذلك فضل كبير. "انقطع والدي عن الدراسة في سن مبكرة ولذلك كان يحفزني على تحقيق كل ما لم يستطع هو تحقيقه..

" يقول مشبال مجيبا عن سؤال دور الأسرة والمدرسة في تكوينه الأول.

يواصل مشبال حديثه عن بداياته الأولى بالقول إنه "حقق الحلم المشرقي" يوم أكمل دراسته الجامعية بالقاهرة في مصر وأنجز رسالته، لكنه وبعد هذه الفترة تحديداً، راودته هواجس وأسئلة حول جدوى شهادات وديبلومات يتحصل عليها المرء دون أن يكون بالفعل "صاحب فكر وصاحب رأي".

من هنا بدأ الناقد محمد مشبال يفكر في جدوى دراسة البلاغة من الأساس. يقول إنه انطلق من سؤال ساذج مفاده "كيف نستثمر البلاغة في تحليل النصوص؟" وهكذا تخصص الناقد محمد مشبال في الكتابة عن البلاغة وحدها، في وقت كان اهتمام النقاد يصب في الكتابة عن "نظريات التلقي والنظرية البنيوية وغيرها من النظريات.."  وأصدر خلال هذه الفترة باكورة أعماله في هذا المجال بعنوان "مقولات بلاغية في تحليل الشعر".

لم يجد الكِتاب ولا صاحبه الصدى الذي يليق بهما. فظل مغمورا لفترة زمنية طويلة. لكن مشبال، بالرغم من ذلك، واصل التأصيل لمشروعه الفكري المتعلق بالبلاغة. "واصلت الطريق في البلاغة والسياق حولي لا يشجع.. لم أكن أبحث عن جوائز ولا أضواء ولا مجد.. كنت أحب ما أفعل.."

ولأن محمد مشبال كان يؤمن بأن الإنسان الذي يريد أن يصل لنجاح ما، لا بد له أن يتعثر ويعاني كثيرا قبل الوصول، يقول: "لم أكن من هواة النجاحات السريعة لأني أومن أن سقوطها أسرع منها". ولذلك فقد بنى الناقد تصوره ومشروعه الخاص بناء ذاتيا ببطء ونفس طويل، "كنت أنا من يطرح الأسئلة دون أستعيرها.."

أنصف القدر مشروع الناقد والأكاديمي محمد مشبال بعد زمن، وذلك تماشيا مع سياق عالمي بدأت فيه "قيمة البلاغة" في الظهور" مع الخطابات السياسية والإشهارية وغيرها.."

هكذا اشتهرت كتاباته وحصد من خلالها على جوائز عديدة. وعن سر نجاحه علق قائلا: "بالإضافة إلى الإصرار على المواصلة لي سر صغير.. هو أني أضيف ملامح شخصيتي على المجال الذي أكتب فيه".

وفي سياق حديثه عن البلاغة التي تلقن في المدارس، انتقد محمد مشبال طرق تدريسها معتبرا إياها "طريقة تقنية بدون روح"، مضيفا أننا حينما "نفرغ أي درس كيفما كان من السؤال الفلسفي، فإنه يتحول إلى مجرد كراسات للحفظ لا غير."

وتحدث مشبال في هذا الصدد عن الدور المهم الذي تلعبه شخصية الأستاذ في تقريب المادة للطالب أو تنفيره منها. " أن تأتي إلى الجامعة محملا بهواجس وأسئلة عديدة ثم لا تجد أستاذا يحتضنك فتلك هي المتاهة".

واستحضر محمد مشبال روح أستاذه محمد أنقار، قائلا إن "له الفضل كل الفضل في مسيرتي.. كنت أكتب تحت رقابته.. أنا مدين له قبل كل شيء لأنه علمني فهم الحياة".

وجدير بالذكر أن محمد مختار مشبال أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، نشر عدة أعمال نقدية منها: "مقولات بلاغية في تحليل الشعر" سنة 1993، و"بلاغة النادرة" سنة 1997، و"البلاغة والأصول: دراسة في أسس التفكير البلاغي عند العرب نموذج ابن جني"، سنة 2007، و"البلاغة والسرد" سنة 2010، و"البلاغة والأدب: من صور اللغة إلى صور الخطاب" سنة 2010، و"خطاب الأخلاق والهوية في رسائل الجاحظ: مقاربة بلاغية حجاجية" سنة 2015، و"في بلاغة الحجاج: نحو مقاربة بلاغية حجاجية لتحليل الخطاب" سنة 2017.

ولمحمد مشبال عدة ترجمات، منها مشاركته في ترجمة موسوعة أكسفورد للبلاغة سنة 2015. كم فاز بعدة جوائز، منها جائزة "كتارا" العربية للأعمال النقدية وجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الفنون والدراسات النقدية.

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE