مسار ابراهيم الخطيب تحت أضواء معرض الكتاب

مسار ابراهيم الخطيب تحت أضواء معرض الكتاب
ابراهيم الخطيب في جلسة استحضار مساره الحافل
ابراهيم الخطيب في جلسة استحضار مساره الحافل
ابراهيم الخطيب في جلسة استحضار مساره الحافل
ابراهيم الخطيب في جلسة استحضار مساره الحافل
تحت الأضواء
مسار ابراهيم الخطيب تحت أضواء معرض الكتاب
ابراهيم الخطيب في جلسة استحضار مساره الحافل
ابراهيم الخطيب في جلسة استحضار مساره الحافل

"خلال فترة الثمانينات شرع جيل من الجامعيين المغاربة الذين يدرسون الأدب الحديث في عملية تحديث مناهج الدراسة الأدبية فضلا عن دخولهم ساحة الإبداع الأدبي، خاصة على مستوى الإنتاج الروائي. في هذا السياق لا يمكننا أن نغفل الإشارة إلى التطور الذي عرفته الدراسات النقدية في أوروبا عامة، وفرنسا خاصة، الأمر التي أثار الجامعيين المغاربة إلى اعتماد مفاهيمها، خاصة وأنها تستجيب، منهجيا وإبداعيا لاحتياجات الساحة النقدية المغربية في التوفر على تحليلات تسعفها على مقاربة النصوص".

هكذا ومن فوق المنصة الرسمية، ألقى إبراهيم الخطيب، بالوضوح والرزانة في الحديث المعهودين عليه، كلمات يسترجع فيها واقع تأثر الأدب والنقد المغربي برياح تيارات نقدية جديدة أتت من جامعات العالم الغربي، في كلمة أرادها أن تكون مقتضبة ودقيقة، حتى لا يكون ضيفا ثقيلا على الجمهور الحاضر في الندوة التي نظمت، يوم السبت 10 يونيو 2023، احتفاء برصيده في النقد والترجمة والكتابة، بقاعة رباط الفتح بالمعرض الدولي للنشر والكتاب المنعقد في دورته الـ28.

فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، برزت في الساحة الأدبية والنقدية المغربية فئة جديدة من الباحثين الذين انشغلوا بنقل التحولات العميقة التي عرفتها التجربة النقدية والأدبية في العالم الغربي، إلى الأدب المغربي والعربي عموما، من خلال قيادة موجة ترجمة لأعمال أهم التيارات الأدبية والنقدية الأوروبية إلى اللغة العربية قصد فتح أعين الباحثين والأكاديميين والجامعيين على ما تحمله من أفكار وتصورات أدبية ونقدية جديدة. واشتهرت خلال هذه الحقبة المفصلية من تطور الأدب والنقد المغربي مجموعة من الأسماء التي قادت هذه المرحلة بترجمة عدد من الكتب والمؤلفات وعلى رأسهم الكاتب والناقد إبراهيم الخطيب.

 

النشأة والدراسة

رأى الكاتب والناقد المغربي، إبراهيم الخطيب، النور بالحمامة البيضاء، مدينة تطوان شمال المغرب، سنة 1945، وفيها تلقى دراسته الابتدائية بمدرسة الأهلية، والتي كان والده مدرسا فيها. وهو في المرحلة الابتدائية، درس النحو ومنظومة العقائد لابن عشير، ومنظومة الأخلاق لابن الوردي. ثم تابع بعدها دراسته بكلية الآداب بفاس ثم بجامعة الدولة ببلجيكا.

حصوله على الإجازة سنة 1967 وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1980 أهله لولوج مدرجات كلية علوم التربية، بمدينة الرباط، كأستاذ جامعي. وبدأ وعيه بالقراءة منذ مرحلة الدراسة في الثانوي، حين قرأ في البداية الكتب والمجلات التي كان يأخدها مجانا من خمس مكتبات كان يمر عليها يوميا وهو في طريقه إلى المدرسة، ومن بينهم مكتبة النصر التي كانت تتوصل بأغلب المجلات والكتب التي تطبع وتنشر في القاهرة بمصر.

 

ابراهيم الخطيب.. خزان للغات والترجمة

فرصة تعلم اللغات الأجنبية مبكرا صقلت قدراته اللغوية التي أسندته حينما أراد ولوج عالم الترجمة مستقبلا، حيث استفاد من دروس باللغة العربية والإسبانية، وكذلك اللغة الفرنسية، منذ المراحل الأولى من دراسته، ومنها اكتسب مستوى جيدا في اللغة الإسبانية والفرنسية.

استطاع بفضل تمكنه من ناصية اللغات الأجنبية أن يطلع مبكرا على مستجدات الفضاءات الثقافية الغربية، وغايته من ذلك استيراد ما يساعد على بناء تصورات أدبية ونقدية جديدة، تقطع مع النهج النقدي المغربي التقليدي خصوصا والعربي عموما، وأن يؤسس لمناهج أدبية ونقدية جديدة قادرة على قراءة وتحليل النصوص الأدبية.

"هذه النصوص التي قمت بترجمتها سواء على الصعيد الإبداعي أو على صعيد النقد الأدبي، جاءت نتيجة تحولات ثمانينيات القرن الماضي، وكمترجم وكمهتم بالإبداع الأدبي اعتبر نفسي من أبناء ثمانينيات القرن الماضي الذي عرف فترة حاسمة جدا في تطور الثقافة المغربية" يشرح إبراهيم الخطيب ويداه تمسكان على أوراق عليها نقاط مسجلة تساعد ذاكرته التي لم تعد تقوى على استرجاع معطيات الماضي، وسياق ازدهار حركة ترجمة الكتابات النقدية والأدبية الغربية بالمغرب، والتي كان من بين روادها. فهو الذي ترجم "نصوص الشكلانيين الروس" لتودوروف، كما ترجم كتاب "نقد وحقيقة" لرولان بارث سنة 1985 ، و"مورفولوجيا الغرافة" لفلاديمير بروب (1986)، و"المرايا والمتاهات" لبورخيس (1987)، و"الدنو من المعتصم" لبورخيس أيضا، سنة 1992 وغيرها من الأعمال الأخرى في الترجمة، والتي أغنت الغزانة المغربية والعربية بالإنتاجات التي اشتهرت في مجال النقد والإبداع في العالم الغربي.

"في الواقع بدأت الترجمة في الستينات ثم تواصل عملي كمترجم في السبعينات، لكن أعتبر أن فترة دروتي في الترجمة هي فترة الثمانينات، لهذا أكرر أنني ابن الثمانينات وفورة الثمانينات"ـ يصف إبراهيم الخطيب بنبرة تنم عن تواضع المثقف، في ختام كلمته، المسار الذي سلكه قبل أن يسجل اسمه ضمن قائمة الأسماء التي قدمت خدمة كبيرة للدرس الأدبي والنقدي داخل الجامعة المغربية.

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE