الهوى المغربي في الأدب العربي.. تيار جديد؟

الهوى المغربي في الأدب العربي.. تيار جديد؟
من اليمين الروائي العراقي زهير كريم ومسير اللقاء مصطفى غلمان والناقدة العالية ماء العينين والكاتب الفلسطيني يحيى يخلف
من اليمين الروائي العراقي زهير كريم ومسير اللقاء مصطفى غلمان والناقدة العالية ماء العينين والكاتب الفلسطيني يحيى يخلف
تحت الأضواء
الهوى المغربي في الأدب العربي.. تيار جديد؟
من اليمين الروائي العراقي زهير كريم ومسير اللقاء مصطفى غلمان والناقدة العالية ماء العينين والكاتب الفلسطيني يحيى يخلف

"هل يمكن الحديث عن وهم ثنائية المركز والهامش؟ وما صحيح أننا نعيش نظرية العروي الذي يقول: المغرب جزيرة مطوقة، قدرنا هو أننا جزيرة ويجب أن نتصرف وكأننا سكان جزيرة؟ وإن كان ثمة ما يؤكد خلاف ذلك، فما هي الأعمال التي تقاسمت في توظيفاتها الإبداعية المتنوعة فضاءات المغرب وشخوصه وتاريخه وثقافته؟ وبالتالي هل يمكن الحديث فعلا عن هوى مغربي بدأ يتسرب إلى الأدب العربي في المشرق؟"

من أجل الإجابة عن هذه الأسئلة التي تحتاج، حسب طارحيها، إلى إضاءات شافية، فتحت قاعة شالة، أحد الفضاءات المخصصة للنقاش في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 28، أبوابها لكتاب وباحثين في الأدب العربي خلال ندوة جرت يوم الأربعاء 07 يونيو 2023 بعنوان "الهوى المغربي في الأدب العربي"، بمشاركة الباحثة والناقدة، العالية ماء العينين والكاتب والروائي الفلسطيني، يحيى يخلف، والشاعر والقاص والروائي العراقي، زهير كريم، بتسيير مصطفى غلمان.

"سؤال الهوى المغربي أو المغاربي الجديد الذي بدأ يتسرب إلى الأدب العربي" هو سؤال مشروع إذا تم استحضار الحضور القوي للمشرق في الكتابات المغربية، حسب الباحثة ماء العينين، إلا أن هذه الأخيرة ترى في قولة الصاحب بن عباد "بضاعتنا ردت إلينا" عندما وصل كتاب "العقد الفريد" لمؤلفه ابن عبد ربه الأندلسي، خيبة أمل انقلبت إلى غضب يخفي في طياته رغبة الشرق في التعرف على ما يكتبه الغرب الإسلامي.

"هذه الحكاية تكشف عن الرغبة التي كانت عند المشارقة في التعرف على الجناح الغربي للعالم الإسلامي، ويبدو أن هذا الغموض سيستمر طويلا وقد يكون أحد أسباب غياب أو ضعف حضور المغرب في الأدب العربي في جناحه المشرقي"، تضيف الأستاذة الجامعية حول الوجود الباهت للكتابات والإبداعات المغاربية عموما، والمغربية خصوصا، في الأرض المشرقية.

"لكن، هل غاب المغرب فعلا؟ وبصيغة أخرى، كيف كان هذا الحضور؟" سؤال تجيب عنه الناقدة باستحضار الكتاب الرحلي "تحت أكثر من سماء رحلات إلى اليمن، لبنان، عمان، سوريا، المغرب، وكندا" لصاحبه أمجد ناصر، والذي خص فيه جزءا كاملا (80 صفحة) للمغرب تحت عنوان "مجيء الزمن المغربي"، وتتابع الباحثة أن الكاتب استطاع من خلاله "ملامسة صورة المغرب انطلاقا من طفولته، طفولة الأردن، التي يطغى عليها الطابع الأسطوري".

مشاركة الروائي والأديب وزير الثقافة الأسبق، يحيى يخلف من فلسطين، في الندوة، ترجمت عنوانها "الهوى المغربي في الأدب العربي" إلى حضور فعلي لأحد الروائيين الذين انشغلوا بالكتابة حول المجال المغاربي والمغرب الأقصى، فهو الذي صدرت له رواية "الريحانة والديك المغربي" والتي رصدت حسب كاتبها "الهجرة المغربية لفلسطين، وقوة الحضور المغربي في فلسطين، وكيف شارك المغاربة في الحركة الوطنية في فلسطين" وباح بسر للحضور حينما قال "أحببت أن أكتب عن المغاربة".

وتفاعلا مع ما اعتبره، المبدع والشاعر والروائي، زهير كريم من العراق، نبرة حزينة في حديث الأدباء والنقاد والباحثين المغاربة عن ضعف حضور المغرب في كتابات وإبداعات المشارقة، قال إن "منطقة المغرب هي منطقة غامضة، وهذا الغموض جاء من وجود مركزية شرقية حقيقية مرتبطة بالعنصر التاريخي والعنصر الفكري والعنصر الأدبي" مشددا على "أن القضية الفلسطينية عنصر وعمود مهم من المركزية الشرقية، فتشكل المأساة الإنسانية في فلسطين نهاية الأربعينات، أدى إلى انجذاب الكاتب والمثقف المغاربي إلى الشرق"

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE