إبراهيم الكُوني… أديب من الصحراء ويكتب للصحراء

إبراهيم الكُوني... أديب من الصحراء ويكتب للصحراء
إبراهيم الكُوني إلى جانب مسير اللقاء ياسين عدنان في حوار مع الحضور

في حوار مفتوح احتضنته قاعة رباط الفتح يوم الرابع من يونيو 2023، ضمن فعاليات الدورة 28 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، جمع الكاتب المغربي ياسين عدنان بالأديب الليبي إبراهيم الكُوني. كانت جلسة بوح ونقاش حول الصحراء والأدب الصحراوي، وحضور المجال الصحراوي في أعمال الأديب الليبي.

إبراهيم الكُوني إلى جانب مسير اللقاء ياسين عدنان في حوار مع الحضور

في حوار مفتوح احتضنته قاعة رباط الفتح يوم الرابع من يونيو 2023، ضمن فعاليات الدورة 28 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، جمع الكاتب المغربي ياسين عدنان بالأديب الليبي إبراهيم الكُوني. كانت جلسة بوح ونقاش حول الصحراء والأدب الصحراوي، وحضور المجال الصحراوي في أعمال الأديب الليبي.

تحت الأضواء
إبراهيم الكُوني... أديب من الصحراء ويكتب للصحراء
إبراهيم الكُوني إلى جانب مسير اللقاء ياسين عدنان في حوار مع الحضور

في حوار مفتوح احتضنته قاعة رباط الفتح يوم الرابع من يونيو 2023، ضمن فعاليات الدورة 28 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، جمع الكاتب المغربي ياسين عدنان بالأديب الليبي إبراهيم الكُوني. كانت جلسة بوح ونقاش حول الصحراء والأدب الصحراوي، وحضور المجال الصحراوي في أعمال الأديب الليبي.

ليست مغالاة عندما يوصف إبراهيم الكُوني بالأديب الكَوني. فهو كاتب ليبي يؤلف في الرواية والدراسات الأدبية والنقدية واللغوية والتاريخ والسياسة. اختارته مجلة "لير" الفرنسية كواحد من أبرز خمسين روائياً عالمياً معاصراً، وأشادت به الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية والرسمية في أوروبا وأمريكا واليابان، ورشحته لجائزة نوبل مراراً، ووضع السويسريون اسمه في كتاب يخلد أبرز الشخصيات التي تقيم على أراضيهم.

هو أيضا الكاتب الوحيد من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي ورد اسمه ضمن هذا الكتاب، كما اصطحبه رئيس سويسرا معه في واحدة من أبرز المحطات الثقافية، حيث كان أول أجنبي اختير كعضو في وفد يرأسه الرئيس السويسري سنة 1998 م عندما كانت سويسرا ضيف شرف في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في عيده اليوبيل الخمسين، العيد الذهبي. وقد ألف 81 كتاباً، وترجمت كتبه إلى لغات العالم الحية زُهاءَ 40 لغة. وتدرس في المناهج في جامعات عديدة كما في السوربون، أو جامعة طوكيو، أو جامعة جورج تاون.

يقول إبراهيم الكوني عن أعماله إنها طرح لأسئلة "لأننا لا نولد جوابا، نحن لم نخلق لإيجاد الأجوبة، بل لطرح الأسئلة وحياتنا منذ مرحلتها الجنينية يكتنفها السؤال". ويضيف الكوني خلال هذا اللقاء، بأن ما يسكنه هو استنطاق الصحراء لتكشف له أسرارها، معتبرا أن كل أركان الأرض قالت كلمتها في الأدب إلا الصحراء لذلك هو يكرس إنتاجاته لمعالجة واقع الصحراء بنيويا ووجوديا، رافضا فكرة التعامل مع الصحراء كظاهرة طبيعية، بل يجب النظر لها في بعدها الكوني والميتافيزيقي.

"إن الوطن هو الذي يسكننا وليس هو الذي نسكنه" على حد تعبير الأديب الليبي، ولذلك فالصحراء برأيه تعلمك الهجرة وتكون منطلقها؛ "فهي أرض ترحال لا استقرار، تعلمنا صناعة أنفسنا والتفكير في دواتنا". واللغات عند الكُوني هجرة بين الثقافات، فمن "يتعلم اللغات يتعلم الحكمة" يقول إبراهيم الكُوني، لذلك فهو هاجر للاتحاد السوفياتي، ورافق هذه الهجرة المكانية الهجرة لجنس أدبي وهو الرواية التي دخلها عبر هجرة شرعية قاربها الدراسة ومجدافاها اللغة والثقافة، "فالهجرة هجرة للغات" يقول في هذا السياق، ورغم مغادرة الصحراء ماديا وجسديا فالكُوني يقول بأنه لا يستطيع "التعبير عن فكرة إلا بجرها للصحراء"، ويضيف: "لا أمارس الكتابة بل أمارس الترجمة، ترجمة الرؤى".

ينتقد الأديب الليبي بشدة الموقف العدمي العالمي من الصحراء، ويقول بأنه نابع من عدم امتلاك معرفة للصحراء، "فلمعرفة الصحراء يجب معرفة الإنسان الصحراوي، ولا يجب معاداة الصحراء لأنها فراغ، لكنها امتداد عارٍ يشكل خزانة روحية تعوضك عن الفراغ الطبيعي، والعزلة التي توفرها ليست عذابا، وإنما حماية للنفس واختلاء بها وبالله. ومن عادة وواقع سكان الصحراء المباعدة بين خيمهم، وفي الآن ذاته يقاربون بين قلوبهم، وهو قانون الصحراء، وعندما خالفنا هذا المبدأ خاصمتنا الصحراء وأصبحت تفرقنا وتُصدِّع صفنا". وفي علاقة بالكتابة والرواية يقول الكُوني بأن الرواية تتطلب خلال مرحلة كتابتها ما تتطلبه من طقوس الخُلوة، والحد الأقصى من العزلة لأن إتقان محاورة النفس بوابة لإتقان محاورة الآخر.

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE