احتفاء بكاتب رواية “الرقيم الأخير” الفائزة بجائزة المغرب للكتاب

احتفاء بكاتب رواية "الرقيم الأخير" الفائزة بجائزة المغرب للكتاب
احتفاء بكاتب رواية الرقيم الأخير الفائزة بجائزة المغرب للكتاب (1)
احتفاء بكاتب رواية الرقيم الأخير الفائزة بجائزة المغرب للكتاب (1)
أقلام
احتفاء بكاتب رواية "الرقيم الأخير" الفائزة بجائزة المغرب للكتاب
احتفاء بكاتب رواية الرقيم الأخير الفائزة بجائزة المغرب للكتاب (1)

احتضن فضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب يوم الاثنين 13 ماي 2024، في إطار فعاليات دورته التاسعة والعشرين، ندوة لتقديم رواية " الرقيم الأخير" للكاتب المغربي عبد الإله رابحي، الحائز على جائزة المغرب للكتاب في صنف السرد برسم سنة 2023.

وفي تقديمه للروائي الذي أطلق صرخته الأولى بمدينة تيفلت، وصف الشاعر عبد الرحيم الخصار الذي تولى تسيير الندوة عبد الإله رابحي بأنه "من طينة أولئك الكتاب الذين يبحثون كثيرا، ويتعبون كثيرا، ليكتبوا قليلا، وينشروا أقل".

تعتبرُ روايته "الرقيم الأخير" مشروعه الروائي الثاني بعد رواية "نوارة". هو الكاتب الذي يمرح بين حقول الكتابة ويجول في الجغرافيات الأدبية والثقافية بكثير من الرصانة والتناغم، بحيث ينتقل من حقل السرد والنقد، إلى حقل المسرح الذي ألف فيه "عبو والريح"، "المرشومة"، و"الواد".

تستعيدُ رواية الرقيم الأخير النص الأصلي لأسطورة الخلق البابلي، "الإينوماتليتش"، غير أنها لا تتوقف عند إعادة بناء قصة خلق الكون كما في الأعالي، بل يقربنا إلى طبيعة الذات البشرية من منظور سوسيولوجي نفسي، ليضع يده على تاريخ غير ذلك التاريخ المسطح الأملس المعروف لدى الجميع، وليقول لنا بمنطوق الرواية إن هناك تاريخا حضاريا آخر؛ مليء بالعنف والدم والصراع والموت، وكذلك بالكفاح والمقاومة والشجاعة.

ويشرح رابحي ذلك بالقول إن هناك سمة أساسية تطبع التفكير بالنسبة للثقافة العربية الإسلامية بشكل خاص، وهي الاعتقاد الفطري أن ماضينا دائما أجمل. و"فعل الماضي هذا يهيمن على منظومتنا الثقافية حتى يكادُ يحاصرها". فكلما وصل لدينا المبدع إلى ما يمكن أن نسميه التفكير النقدي، إلا ويعود للاحتكام إلى هذا الماضي؛ كأنما سؤال التراث وسؤال الماضي "يكاد يكون قدر مقدر عند الإنسان العربي".

يضيف صاحب رواية نوارة والرقيم الأخير أنه "بدأت تراودني وأنا أستمع إلى أسطوانة أن ماضينا أجمل وأن تاريخ البشرية كان جميلا فكرة العودة للبحث في هذا الماضي، وعندما عدتُ أنقب فيه لم أجد إلا قتل قابيل لهابيل، ولم أجد فيه إلا سفك الدماء والتناحرات والتواطؤات السياسية وصراع المصالح والأنانية... فراعني هذا الجانب المأساوي في العلاقات الإنسانية". هذا ما سلطت عليه الرواية الضوء في نصفها الأول، أي ذلك البعد التراجيدي الذي يطبع الوجود الإنساني من تطاحنات لا تنتهي كأنها سُنة الله في أرضه.

وتحدث رابحي عن أزمة منظومة الكتاب والقراءة بالمغرب، مؤكدا أن الكتاب يعاني داخل الوطن، "فالكاتب يكادُ يكون مهمشا، ومطبوعاته تكادُ لا تصلُ إلى القراء؛ لا يتمُّ متابعتها، ولا تكاد تحقق انتشارها داخل الكليات والإعداديات والثانويات والمعاهد؛ معقل التفكير والنقد". بينما، يضيفُ رابحي، أن الأسلم أن تجد الدولة مسالك وقنوات معينة لتصريف الأعمال الأدبية إلى الجمهور لكي يستهلكها.

وفي حديثه عن جائزة المغرب للكتاب في صنف السرد، التي نالها السنة الماضية عن عمله "الرقيم الأخير" استغلُّ رابحي الفرصة ليوجه الشكر للجنة المشرفة على انتقاء الأعمال الفائزة في مسابقة جائزة المغرب للكتاب، التي ارتأت بعد قراءة رصينة ومتأنية لكل الأعمال المشاركة منح عمله الجائزة الأولى.

مثبتا نظارتيه بين الفينة والأخرى، استعرض الكاتب مكاسب الجائزة عليه، "دعني أطلعُ الحضور أولا بأنني أعرف هذا الرجل عن بعد ويعرفني عن بعد منذ مدة (يقصد عبد الرحيم الخصار)، لكننا لم يسبق أن التقينا واليوم كتِّب لنا ان نلتقي ونتفاتح بفضل هذه الرواية؛ هذه الإيجابية الأولى، أنها تقرٍّب بين المتباعدين"، يقولُ رابحي بينما يكشفُ الخصار عن ابتسامة متواطئة.

وبالنسبة للأرقام والمبيعات التي حققتها الرواية بعد الإعلان عن الجائزة، أوضح رابحي أن دار النشر هي التي يمكن أن تتوفر على الأرقام بشكل إحصائي ودقيق، "أما أنا فيكفيني هذا الذي فيه أنا الآن، هذه الحظوة بين الأدباء والكتاب".

وبالرغم من مركزية العامل المادي في تعزيز استمرارية الكاتب بالتأليف ونشر الثقافة، إلا أن الفائز بجائزة المغرب للكتاب سنة 2023 يرى بأن العامل الاعتباري يظل الأهم لدى الكاتب؛ أي أن يُعادُ له الاعتبار.

وبعد اختتام اللقاء، انطلقت مباشرة حفلة لتوقيع الرواية التي تقعُ في 272 صفحة.

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE