احتضن رواق المؤسسات، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، في يومه الثاني، الجمعة 10 ماي 2024، ندوة في فضاء "لقاء"، خصصت لموضوع "مدونة الأسرة: التحديات وفرص الإصلاح"، نظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، بحضور الباحثة البارزة بمركز السياسات من أجل الجنوب، الأستاذة نزهة الشقروني والأستاذ خالد الشكراوي الباحث في نفس المركز .

ناقشت الندوة وضعية المرأة في أفق الإعلان عن مدونة الأسرة، والتحديات القانونية والثقافية التي تقف أمام تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في صناعة القرار، كما توقف المتدخلون عند بعض الأرقام التي تكشف ضعف مساهمة المرأة اقتصاديا، كما ناقشت ايضا الحلول الممكنة لبناء مجتمع تتمتع فيه المرأة والرجل بجميع الحقوق.

وقالت الأستاذة والباحثة في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد نزهة الشقروني، إن البنية الأساسية للمجتمع تتكون من المرأة  والرجل، وبالتالي فالأسرة هي حجر الزاوية في تطور أي مجتمع، "والقوانين هي منظومة تواكب التطور، فلا يمكن لهذه القوانين أن تكون جامدة ومتخلفة في وقت تعرف فيه المجتمعات تطورا وتقدما.

وأضافت الباحثة أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أخد المبادرة  لجعل المجتمع يتماشى وطموحاته، ومن أجل مجتمع ديمقراطي حداثي تتمتع فيه المرأة والرجل على قدم المساواة بالحقوق، مؤكدة أن مسار التعديل يوجد بين يدي جلالة الملك "لكن المسؤولية مشتركة بين المواطنات والمواطنين والمسؤولات والمسؤولين أيضا لتعديل القانون وتطوير عجلة التنمية".

وتطرقت الباحثة نزهة الشقروني، في مداخلتها أيضا، إلى التحديات التي تعيق التطور، وهي تحديات اقتصادية و ثقافية، وأخرى مرتبطة بالتربية والتكوين والتنشئة، بالاضافة إلى التحديات القانونية.

وربطت المتحدثة نفسها التناقض الموجود بين الواقع والأرقام بالثقافة السائدة، مبرزة دور المدرسة ووسائل الإعلام والنماذج المجتمعية الناجحة في استخلاص الدروس ومساهمتهم في تحضير جيل فاعل.

كما أكدت السيدة الشقروني ضرورة الحفاظ على المرجعيات والقيم، وتطويرها وخلق نظرة منفتحة تأخد التقاليد بعين الاعتبار بما يخدم المجتمع، لتنمي نقاشا واسعا وتحدد المفاهيم، لتحقيق مجتمع متساو، لأن العدالة الاجتماعية، حسب الباحثة في المركز، قيمة أساسية وجوهرية بالنسبة للمجتمع.

وأضافت الباحثة أن "التحديات الثقافية التي تعيق تطور المجتمع مرتبطة بالأساس بالسلوكيات اليومية وهي سلوكات مشينة متواجدة في العقليات وتمس بكرامة المرأة، لكنها موروث ثقافي.   ولا يعقل أن نتقدم على مستوى البنيات التحتية وفي مجالات كثيرة ونتخلق مجتمعيا."

من جهته، أكد الباحث بمركز من اجل الجنوب الجديد، خالد الشكراوي، في مداخلته أن هناك أرقام كثيرة تكشف أن حظ المرأة ضعيف على مستوى الإحصائيات، بحكم أنها لا تدخل في عدد من النطاقات التي تحسب على مستوى الدراسات، على الرغم من أن مساهمتها في البيت في التربية وفي اقتصاد المنزل أكبر من الرجل،  لكن نشاطها لا يحتسب كمساهمة في النشاط الاقتصادي، وأضاف الشكراوي، أن دراسات المندوبية السامية للتخطيط تؤكد في إحصائياتها أن الفئة السنية مابين 35-45 ، وهي الأكثر نشاطا، لا تمثل فيها المرأة سوى نصف مستوى نشاط الرجل.

ومنذ 2009 إلى الآن، يضيف الباحث، لوحظ في جامعات متعددة في المغرب، كجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن العشرة الأوائل المتفوقين منهم ثمان فتيات واثنين فقط من الذكور، "وعند تتبع هؤلاء الفتيات لا نجدهن على مستوى الريادة فيما بعد، فسوق الشغل لا يوفر لهن مجالا للاستقطاب في اتخاذ القرار، وينحصرن في التدبير البسيط أو تطبيق القرار الذي سوف يتخذه الاثنان من الذكور".

وحسب المتحدث نفسه، فإن سبعين في المائة من طلبة جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة محمد السادس بالرباط ، وخاصة كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الاقتصادية، هم فتيات، "لكن تلك النسبة القليلة من الذكور تتميز بحظ اكبر في ولوج سوق الشغل عكس الفتيات"، وأضاف الباحث: "نعيش اليوم وضعا مغايرا لما كنا عليه في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وثمانينات القرن الماضي، نحن أمام جيل جديد يحتاج إلى تدبير مجتمعي بطريقة واقعية".