في إطار البرنامج الثقافي المصاحب لمشاركة إمارة الشارقة كـضيف شرف في النسخة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، يشارك المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة بندوة حوارية مفتوحة تحمل عنوان "نون الكتابة"، وذلك ضمن فعاليات "صالون الشارقة الثقافي".

هذا اللقاء المفتوح الذي احتضنته قاعة "لقاء" يوم الإثنين 21 أبزيل 2025، عرف مشاركة كل من الشاعرة والكاتبة الإماراتية شيخة الجابري، نائبة رئيسة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إلى جانب السيدة صالحة غابش، رئيسة المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، كما شهد حضور عدد من الكاتبات المغربيات، من بينهن الأكاديمية والكاتبة والمخرجة المسرحية نزهة حيكون.

وفي تصريح لها، أكدت السيدة شيخة الجابري أن هذا اللقاء يأتي ضمن أفق مفتوح للحوار حول الكتابة والإبداع، وخاصة الإبداع النسائي، لما تحمله الكتابة النسوية من لمسة أنثوية خاصة، مشيرة إلى أهمية تناول موضوعات جديدة مثل موقع المرأة الكاتبة في زمن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وكيف يمكن للكاتبة أن تواكب هذا التحول وتكون فاعلة فيه؛ كما توقفت عند مسألة تقاطع الأقلام المشرقية والمغربية، قائلة: "نبحث عن نقاط الالتقاء بين الكاتبة المشرقية والكاتبة المغربية، وعن مدى التوافق بين التجربتين، وكيف يمكن أن نعزز هذا التلاقي في المستقبل."

من جانبها، اعتبرت السيدة صالحة غابش أن هذا الحدث مثل فرصة ثمينة للقاء المثقفين والمفكرين من المغرب ومن دولة الإمارات على مائدة واحدة، بهدف تبادل الأفكار وتوسيع أفق الإبداع والحوار، مشددة على أهمية استثمار وجود الكاتبات الإماراتيات والمغربيات في هذا اللقاء الذي اختار له المنظمون عنوان "نون الكتابة" باعتباره انعكاسا لتجربة المرأة مع القلم والكتابة، مضيفة أن الأسئلة المطروحة حول هذا الموضوع كثيرة، وذلك فيما يخص علاقة المرأة بالكتابة، وهل هي علاقة جديدة أم ضاربة في التاريخ؟ ما مدى تأثير الكاتبة في مجتمعها، وما القيمة التي تضيفها من خلال كتاباتها وإصداراتها؟

من جهتها، رأت الأستاذة الجامعية والمخرجة المسرحية نزهة حيكون أن اللقاء شكل مساحة حقيقية لتبادل الخبرات والبحث عن ملامح مشتركة في الكتابة النسائية العربية، سواء من خلال المداخلات المغربية أو الإماراتية، حيث ركزت جميعها على قضايا أساسية من قبيل الأدب الرقمي، علاقة الأجيال الجديدة بالكتابة، مستقبل الكتابة الإبداعية والنقدية، كما أبرزت أن كل أديبة مشاركة حرصت على تقاسم تجربتها الخاصة من خلال ما تكتبه وتعيشه، مضيفة أن اللقاء تميز بمستوى عال من المشاركة والمتعة الفكرية.

وبهذا، يكرس "صالون الشارقة الثقافي" حضوره في الساحة الثقافية العربية كجسر للتواصل بين المبدعين والمبدعات، وفضاء للنقاش حول قضايا الأدب والفكر في زمن التحولات المتسارعة.