دنيا بنعاشير: حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية غيرك

دنيا بنعاشير: حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية غيرك
دنيا بنعاشير- حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية غيرك (1)
دنيا بنعاشير- حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية غيرك (1)
تحت الأضواء
دنيا بنعاشير: حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية غيرك
دنيا بنعاشير- حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية غيرك (1)

يشهد الفضاء الرقمي تناميا مقلقا لظاهرة العنف الرقمي القائم على النوع الاجتماعي، بما تحمله من تهديدات صامتة تطال النساء والفتيات بشكل خاص، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، التقينا الباحثة دنيا بنعاشير، المتخصصة في علم النفس والتحول الرقمي، لتسليط الضوء على هذا العنف الجديد بأبعاده النفسية والاجتماعية، ومقترحات التصدي له.

 

س: كيف يمكننا تعريف العنف الرقمي؟

 

ج: العنف الرقمي هو أحد الأشكال الحديثة للعنف، يتم عبر الوسائط التكنولوجية والمنصات الرقمية، ويستهدف مختلف الأفراد والفئات العمرية دون استثناء، نساء ورجالا، أطفالا وراشدين. يتجلى هذا العنف في صور متعددة مثل التهديد، والابتزاز، والتشهير، والمراقبة، والتحرش... ويمارس في فضاء يفترض أن يكون مساحة للتعبير والتواصل، لكنه يتحول أحيانا إلى ساحة لانتهاك الخصوصية وتقويض الكرامة الإنسانية.

 

س: ما هو الفرق بين حرية التعبير والعنف الرقمي؟

 

ج: حرية التعبير حق مكفول، لكنها لا تعني إطلاق العنان للإساءة أو التعدي على كرامة الآخرين، نقول دائما: "حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية غيرك"، من حقك تصفح مواقع التواصل، الإعجاب بالمحتوى، وحتى التعليق عليه، لكن ليس من حقك استخدام هذه المنصات كوسيلة للإيذاء أو لنشر الكراهية.

عندما يتحول التعليق إلى شتيمة، أو الرأي إلى تهديد، نكون أمام شكل من أشكال العنف الرقمي، الذي لا يقتصر ضرره على الضحية فحسب، بل يهدّد جوهر التواصل الإنساني، وهو سلوك يجرمه القانون في كثير من السياقات.

من الضروري التمييز بين الرأي المشروع والممارسة العنيفة في الفضاء الرقمي، الذي يتطلب وعيا رقميا حقيقيا، ومسؤولية فردية وجماعية، فالكلمات التي تكتب خلف الشاشات ليست بلا أثر، بل قد تخلف جراحا نفسية عميقة، وتهدم الثقة بالنفس، وتدفع البعض إلى العزلة أو حتى الأسوأ، لذلك، يصبح من الضروري تعزيز التربية على المواطنة الرقمية، ونشر ثقافة الاحترام المتبادل، وإدماج مفاهيم السلام الرقمي ضمن السياسات التربوية والإعلامية.

 

س: ما هي الحلول المقترحة لتجنب العنف الرقمي؟

 

ج: يجب التأكيد على أن العنف الرقمي لا يمكن أن يتحقق فقط من خلال القوانين الزجرية، بل يتطلب مقاربة شمولية تجمع بين الوقاية، التربية، والدعم النفسي.

أولا، الوعي الذاتي الرقمي، هو نقطة الانطلاق، يجب أن ينمي كل فرد إدراكه لسلوكياته على الإنترنت، وفهم أثر كلماته على الآخرين، هذا يتطلب برامج توعوية مستمرة، تبدأ من المدرسة وتستمر عبر مختلف مراحل الحياة.

ثانيا، تعزيز التربية على القيم، مثل الاحترام، والتعاطف، والتسامح، داخل الأسرة والمؤسسات التعليمية، ما يساعد على بناء مواطن رقمي مسؤول، يدرك أن خلف كل شاشة إنسان يشعر ويتألم.

ثالثا، الدعم النفسي للضحايا ضروري، لأن العنف الرقمي قد يخلف آثارا نفسية لا تقل خطورة عن العنف الجسدي، لذلك، من المهم توفير فضاءات آمنة للاستماع، والتوجيه، والمواكبة النفسية.

وأخيرا، لا بد من تقوية الاليات القانونية والتقنية التي تمكن الضحايا من التبليغ بسهولة وسرعة، مع ضمان السرية والحماية، لأن الشعور بالأمان هو أساس أي سلوك تواصلي سليم.

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE