عند المدخل الرئيس لفضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب المنظم في الرباط، في دورته الـ28، وئام وفاطمة الزهراء وبلهفة تتطلعان إلى الباب. تقول وئام إنها جاءت من مكناس، "استيقظت باكراً وشققت طريق الرباط لأنني أريد الظفر قبل الجميع بكتاب انتظرته طويلا...". فيما ترغب فاطمة الزهراء في ملاقاة كاتبتها المفضلة وتمني النفس بالحصول على رواية ممهورةٍ بتوقيع منها.
كان أوائل الزوار يقفون خارج فضاءِ المعرض، كحال وئام وفاطمة، كبارا وصغارا، نساء ورجالا، ينتظرون فتح أبواب الدخول، ليجددوا الوصلَ بالأدب والفكر والثقافة. وداخل فضاء المعرض، كانت خطى حثيثة تتقدم نحو الأروقة والرفوف لتحضيرها قبل وصول الزوار. هذا عارض يرتب الكتب بحماس كبير، وذاك عارض آخر يضع آخر اللمسات على رواقه. بين هذا وذاك حركة نشيطة للعاملين والعاملات في المعرض، ورائحة كؤوس القهوة الصباحية التي يحتسيها البعض استعدادا ليوم طويل، تسود الأجواء.
أبدى العارضون والناشرون استعدادهم الكامل لملاقاة القراء والزوار، آملين إقبالاً كبيراً وتنظيماً ناجحا. "المعرض هذه السنة جميل بترتيباته الدقيقة. معجب جداً بهذا الاهتمام الشديد بالتفاصيل.. وسعيد جدا بحجم الحضور الذي رأيته خارجا..."، هكذا وصفت دار النشر المصرية "عصير الكتب" الأجواء داخل المعرض. فيما قال الممثل لوزارة الإعلام العمانية، سلطان الحسيني، إنه "يرى صورة المعرض جيدة ومبشرة فقط من خلال هذه اللحظات الأولى"، فيما رواق المركز الثقافي العربي على غرار باقي دور النشر والعارضين، ينتظر القراء بفارغ الصبر ويتمنى أن يكون إقبالهم كبيرا".
هكذا كانت اللحظات الأولى من صباح اليوم الأول للدورة الثامنة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب المقام بالرباط. والذي يحتفي هذه السنة بالأدب الكيبيكي ضيفا للشرف.