محمد بن عيسى… رجل دولة بنبض ثقافي يُخلّد في الذاكرة الوطنية

محمد بن عيسى... رجل دولة بنبض ثقافي يُخلّد في الذاكرة الوطنية
صورة من التكريم الخاص بالراحل محمد بن عيسى بالمعرض الدولي للنشر والكتاب (1)
صورة من التكريم الخاص بالراحل محمد بن عيسى بالمعرض الدولي للنشر والكتاب
صورة من التكريم الخاص بالراحل محمد بن عيسى بالمعرض الدولي للنشر والكتاب (1)
صورة من التكريم الخاص بالراحل محمد بن عيسى بالمعرض الدولي للنشر والكتاب
تحت الأضواء
محمد بن عيسى... رجل دولة بنبض ثقافي يُخلّد في الذاكرة الوطنية
صورة من التكريم الخاص بالراحل محمد بن عيسى بالمعرض الدولي للنشر والكتاب (1)
صورة من التكريم الخاص بالراحل محمد بن عيسى بالمعرض الدولي للنشر والكتاب

في لحظة وفاء امتزجت فيها مشاعر التقدير بالحنين، شهد المعرض الدولي للنشر والكتاب يوم الأحد 20 أبريل 2025 تنظيم حفل تكريم خاص للراحل محمد بن عيسى، الوزير والدبلوماسي والمثقف الذي جعل من الثقافة المغربية جواز سفر إلى العالم.

جاء هذا التكريم ليكرّس مكانته كأحد الوجوه البارزة التي مزجت بين العمل السياسي والفعل الثقافي، مجسّدًا نموذج "رجل الدولة الوديع" الذي خلّد بصماته في الإعلام والديبلوماسية والفكر.

عرف هذا اللقاء حضور شخصيات وازنة في المشهد الثقافي المغربي، من بينها الكاتب العام بالنيابة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل صلاح الدين عبقري، والكاتب والشاعر والوزير الأسبق محمد الأشعري، إلى جانب الصحفي والكاتب حاتم البطيوي، مع تولي الكاتب والأديب مبارك ربيع مهمة التسيير.

"رجل ثقافة ودبلوماسية بحنكة نادرة"

في مستهل اللقاء، استحضر صلاح الدين عبقري خصال الراحل محمد بن عيسى، واصفًا إياه بـ"رجل الدولة الذي يفوح حضوره بالنهوض الثقافي". وأشاد بدوره في تمثيل المغرب على الساحة الدولية، سواء كوزير للخارجية أو كسفير بواشنطن، حيث أدار ملفات معقدة بكفاءة عالية في لحظات جيواستراتيجية دقيقة.

وأكد عبقري أن الفقيد لم يكن فقط مسؤولاً حكومياً، بل كان شغوفًا بالثقافة، وأن رصيده في هذا المجال لا يزال حاضرًا، خاصة من خلال مشروع أصيلة الثقافي الذي يُعد نموذجًا يحتذى به. كما دعا إلى الحفاظ على هذا الإرث الثقافي، واستكمال مسيرته بما ينسجم مع التوجهات التنموية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

 

"بن عيسى جعل الكتاب مشروعًا وطنيًا"

من جهته، سلط محمد الأشعري الضوء على الدور الرائد للراحل في تأسيس أول معرض دولي للكتاب بالمغرب، في وقت كانت فيه البنية التحتية للكتاب شبه غائبة. وقال الأشعري إن "محمد بن عيسى راهن على المستقبل الثقافي، ونجح في تحويل الكتاب إلى مركز اهتمام وطني".

 

كما كشف عن مؤشرات صادمة بخصوص واقع النشر، مشيرًا إلى أن نسبة الكتب بالأمازيغية لا تتجاوز 0.1%، مع وجود 14 كتابًا فقط بتيفيناغ خلال عامين. واعتبر أن الاحتفاء بمحمد بن عيسى يجب أن يكون مناسبة للوقوف على هذه الأرقام، والعمل على جعل الكتاب أولوية وطنية في المدرسة والشارع والمجتمع.

"ترك إرثًا يلهم الأجيال"

أما حاتم البطيوي، فاختار التركيز على الجانب الإنساني في مسيرة محمد بن عيسى، قائلاً: "ذهب محمد بن عيسى وترك لنا إرثًا لا يُنسى، بل مصدر إلهام دائم". وأبرز كيف استطاع الراحل الدمج بين الثقافة والتنمية الإنسانية، من خلال مشروع أصيلة، الذي أولى فيه اهتمامًا خاصًا للطفل والبيئة.

وتوقف البطيوي عند الجداريات الفنية في المدينة العتيقة، التي اعتبرها انعكاسًا لفكر محمد بن عيسى القائم على أن "البيئة السليمة تصنع عقلاً سليمًا"، مبرزًا كيف تحوّلت أصيلة إلى فضاء يعج بالإبداع والانفتاح والجمال.

أجمع الحاضرون على أن حفل التكريم لم يكن مجرد لحظة تأبين، بل شكل وقفة تأمل في مسيرة رجل آمن بأن الثقافة لا تنفصل عن التنمية، وأن العمل السياسي لا يكتمل دون روح فكرية. وأكدوا أن محمد بن عيسى، رجل الدولة الذي حمل المغرب في قلبه، سيظل حاضرًا بما أنجز، وبما ألهم، وبما خلّفه من مشعل ثقافي يُضيء دروب الأجيال المقبلة.

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE