“مربع الغرباء” روايةٌ تنفض الغبار عن جراح الذاكرة

"مربع الغرباء" روايةٌ تنفض الغبار عن جراح الذاكرة
عبد القادر الشاوي أثناء مناقشة روايته الجديدة في رواق وزارة الثقافة والشباب والتواصل
عبد القادر الشاوي أثناء مناقشة روايته الجديدة في رواق وزارة الثقافة والشباب والتواصل
عبد القادر الشاوي أثناء مناقشة روايته الجديدة في رواق وزارة الثقافة والشباب والتواصل
عبد القادر الشاوي أثناء مناقشة روايته الجديدة في رواق وزارة الثقافة والشباب والتواصل
تحت الأضواء
"مربع الغرباء" روايةٌ تنفض الغبار عن جراح الذاكرة
عبد القادر الشاوي أثناء مناقشة روايته الجديدة في رواق وزارة الثقافة والشباب والتواصل
عبد القادر الشاوي أثناء مناقشة روايته الجديدة في رواق وزارة الثقافة والشباب والتواصل

"لعله كان يحلم بما لم يكن من الوارد في أي حلم. ضباب كثيف خيم على الحياة العامة. حتى أفقدنا الرؤية وفقدنا الطريق. تقلصت أحلامنا إلى مجرد خيالات عبرت سريعا مجرى وجودنا وعملنا…"، هكذا عبّر الكاتب والروائي عبد القادر الشاوي، عن مضمون روايته الجديدة "مربع الغرباء".

حول هذا الإصدار الجديد، احتضن رواق وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب يوم السبت 03 يونيو2023. لقاءً للنقاش، بحضور كل من الروائي أحمد الكبيري، والكاتب محمد أمنصور، فيما تولى الشاعر جمال المساوي تسيير هذه الجلسة.

تعود رواية "مربع الغرباء" بالذاكرة إلى الماضي، وتحديداً فترة الثمانينات من القرن الماضي. يحكي الإصدار قصة مقبرة ضمت، بشكل عشوائي، رفات ضحايا حادث مأساوي بالدار البيضاء. كانت المقبرة عشوائيةً في مكان يعج بالمتلاشيات ولا أحد يعرف عنها شيئاً. ثم بعد اكتشافها تحولت المقبرة رسمية أنيقة معترفٍ بها. وبين الحدث الأول والثاني تدور أحداث الرواية بشكل متصاعد. "عَرف الجميع مكان المقبرة ولا أحد عرفَ هويات الضحايا.. لا أحد تذكرها ولا أحد يتذكرها اليوم.."، تقول الرواية.

اختار الكاتب لعمله هذا، خمسة شخوص رئيسة، نقل عبرها أحداثاً وأفكاراً من الذاكرة الجماعية الحية. الشخصية الأساسية في العمل تدعى أحمد النعمان، وهو مناضل يساري ينحدر من وسط فقير ساقتهُ الأقدار بعد دراسته للقانون إلى العمل في "المجلس". هذا الذي اختار الشاوي ألا يحدد له اسما رسميا، تركه هكذا مفتوحاً أمام جميع التأويلات. وتكمن نقطة التحول في حياة هذه الشخصية في مغادرته المجلس، حينما سيسكُنهُ "سرُّ الحفرة.. فراح محموماً يبحث عنها".

الشخصية الثانية، فتدعى محسن رياحي، وهو يساري أيضا، عاش بكبرياءٍ ومات بهِ بعد أن أودى السرطان بحياته "ورحل قلقاً كما جاء..". أما الشخصية الثالثة، فهي مارية، صحافية "شجاعة متشبعة بالفكر النسوي" ستنخرط هي الأخرى في رحلة البحث عن سر المقبرة. ثم شخصية داوود "هو وحده لم يكن يملك انتماء"، درس في باريس وعاد مضطرا إلى المغرب. وأخيرا شخصية رئيس "المجلس". 

اعتبر الشاوي "مربع الغرباء" عملا بعيدا عن التوثيق، وأنه لا يسعى أن يكون كذلك، إنما هو "محاولة لتسليط الضوء على مرحلة نظن أنها ماضية لكنها ماتزال حاضرة". هذا المؤلف في نظره "لا يقول شيئا بشكل مباشر.. إنه يوقظ الضمير وينفض الغبار عن جراح الذاكرة.. وكأنه يقول إن الحقيقة ماتزال ضائعة". فيما اعتبر الكاتب أحمد الكبيري أن "الشاوي كتب ما يعرفه حقيقةً وما يؤمن أنه حدث.." ويضيف أن "ما يميز كل مؤلفات عبد القادر الشاوي حفاظه على تيمتين أساسيتين وهما الذات في مقابل السياسة وحقوق الإنسان.."

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE