نظمت جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في إطار مشاركتها في فعاليات الدورة 29 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، ندوة ثقافية وعلمية تسلط الضوء على "المبادرة الملكية الأطلسية لتعزيز مكانة إفريقيا في الاقتصاد العالمي"، والتي أطرها السيد الحسن عبيابة، الوزير السابق للثقافة والشباب والرياضة، ورئيس مركز ابن بطوطة للدراسات والأبحاث العلمية والاستراتيجية.
وأكد السيد الحسن عبيابة في هذا الإطار، أن المغرب يتمتع بإمكانيات عديدة، تجعله قادرا على تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية على نحو فعال، ويشمل ذلك استخدام القوة الناعمة في العديد من الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، كمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وبقية الدول الإفريقية، إذ تعد المبادرة الملكية الأطلسية محفزا قويا للتعاون بين الدول الإفريقية التي تبلغ تقريبا 23 دولة تحتفظ بعلاقة وثيقة مع المغرب، وذلك بهدف تثمين هذه العلاقة وتطويرها.
وأشار المحاضر أيضا، إلى أن هذه المبادرة التي أعلن عنها الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، يمكن وصفها بالمبادرة الدستورية، لكونها أولا حاضرة في ديباجة الدستور المغربي لسنة 2011، الذي ينص على تقوية علاقات التضامن والتعاون بين البلدان والشعوب الإفريقية، وأيضا لكونها مبادرة سياسية وجيواستراتيجية، مؤكدا أن هذه المبادرة الملكية حظيت بإشادة دولية، ترجمتها ردود مؤيدة من مجموعة من الدول والمؤسسات الدولية.
فالهدف الأساسي لهذه المبادرة، حسب السيد عبيابة، يبقى اقتصاديا بدرجة أولى، من خلال جذب الاستثمارات الدولية لخدمة ازدهار واستقرار الشعوب المعنية بإفريقيا، وكذا العمل على تحويل الواجهة الأطلسية إلى فضاء للتواصل والتكامل الاقتصادي القاري والدولي، مشيرا إلى هذه المبادرة الأطلسية ستظل حديث الأجيال المقبلة، ولن يقتصر على المغرب فقط، بل سيتعدى ذلك للقارة الافريقية بأسرها وللأجيال المقبلة.
وأوضح المتحدث أن خلق التنمية المنشودة بهذه المناطق في إطار المبادرة الأطلسية "مرتبط أساسا بدعم أمنها واستقرارها وكذا تكريس التعاون معها وتأهيلها"؛ وأضاف أن هذه التنمية تعتبر حلا فعالا لمحاربة الإرهاب والفقر وقلة الاستقرار، وبالتالي تحويل دول القارة إلى دول تنموية قد تنافس الفضاء المتوسطي الأوروبي.
كما أبدى السيد الحسن عبيابة رغبته في إنشاء جامعة إفريقية تستقبل الطلبة الأفارقة من مختلف الدول، الشيء الذي اعتبره قوة ناعمة متميزة، تعزز مهمة هذه المبادرة الملكية الأطلسية لتعزيز مكانة إفريقيا في الاقتصاد العالمي، مسلطا الضوء على الموقع الاستراتيجي والمهم للمملكة، المتمثل في تنوعها الطبيعي والجغرافي، بالإضافة إلى قوة المغرب الدبلوماسية والسياسية.