بدعوة من المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، التي ترأسها صاحبة السمو الأميرة لالة لمياء، نظم رواق الفضاء المهني، يوم 06 يونيو 2023، ندوة بعنوان "تطور تكنولوجيات القراءة للمكفوفين وضعاف البصر سبيلهم للوصول إلى المعرفة" وتمحورت حول دور التقنيات الرقمية الحديثة في تيسير ولوج المكفوفين وضعاف البصر إلى القراءة والمعرفة، وذلك ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب.
وحول هذه التقنيات، أكد نبيل معروفي، مهندس معلوميات، في الكلمة التي ألقاها خلال الندوة، أنه "في البداية كانت وسيلة تواصل المكفوفين مع الكتابة، هي الكتاب الصوتي إذا توفر بشكل مسموع تسجيلا صوتيا من البداية حتى النهاية، وهي الصيغة التي تتلاءم مع الروايات خاصة". مؤكدا أن "التكنولوجيا هي التي مكنته من القراءة عندما كان بصره ضعيفا، وحتى عندما فقده بشكل نهائي وعمره لا يتجاوز 25 سنة".
وفي سرده لتطور تقنيات قراءة الكتب الخاصة بالمكفوفين، أوضح الخبير المعلوماتي أن "بعض الكتب كالكتب المدرسية أو المجلات أو الموسوعات، والتي لا تقرأ بطريقة مسترسلة، كشفت محدودية الكتاب الصوتي في تيسير ولوج المكفوفين إلى العلم والمعرفة، لتظهر بذلك تقنيات مساعدة حديثة، كتقنية قارئ الشاشة؛ وهو برنامج في الحواسيب والهواتف الذكية، يمكن من الإدراك الحسي والتفاعل مع الجهاز، بحيث يصبح بإمكان الكفيف أن ينصت أو يقرأ المعلومة الظاهرة على الشاشة بطريقة برايل".
وفي حديثه عن فوائد هذه التقنية الجديدة بالنسبة للقارئين المكفوفين، قال نبيل معروفي إن "هذه الوسيلة الجديدة تمكن المكفوفين وضعاف البصر من تصفح الانترنت وجميع المستندات والكتب الرقمية وتيسر وصولهم إلى أكبر عدد من المعلومات".
الميزة الثانية لتقنية قارئ الشاشة، حسب المتدخل نفسه، هي "تفاعل المكفوفين وضعاف البصر مع الأجهزة المصممة للتفاعل من خلال فأرة الحاسوب بالنسبة للحواسيب أو اللمس بالنسبة لمستعملي الهواتف الذكية، وبالتالي اختيارهم للطريقة التي يفضلون بلوغ المعارف بواسطتها".
وانفتح منظمو اللقاء على تجربة باحثة في السوسيولوجيا من ضعاف البصر، فضيلة لزرق، والتي استطاعت بفضل ما تتيحه التكنولوجيا من إمكانيات للمكفوفين أن تواصل مسارها الأكاديمي بتحضيرها لأطروحة دكتوراه. وجاء في كلمة فضيلة أنه "كان لاستماعها للكتب الصوتية واستعمال تقنية برايل في الكتابة والتقنيات الحديثة كتقنية قارئ الشاشة فضلا كبيرا في ولوجها للمعرفة وبناء مسارها الأكاديمي".
وفي مداخلته، اعتبر الدكتور وخريج المدرسة الحسنية، حسن الصويني، وهو أيضا مكفوف، أن "البيئة المغربية هي بيئة محفزة ومشجعة للمكفوفين وضعاف البصر لطلب العلم"، مستشهدا بـ"عدد من المكفوفين الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ العلم والأدب المغربي وعلى رأسهم العلامة محمد بنحماد الصقلي".