"جمالية الخط العربي في الشعر العربي" عنوان ندوة ثقافية احتضنتها قاعة التواصل بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم في الرباط من 09 إلي 19 مالي 2024.
"جمالية الخط العربي في الشعر العربي" عنوان ندوة ثقافية احتضنتها قاعة التواصل بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم في الرباط من 09 إلي 19 مالي 2024.
"جمالية الخط العربي في الشعر العربي" عنوان ندوة ثقافية احتضنتها قاعة التواصل بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم في الرباط من 09 إلي 19 مالي 2024.
تسـعى هذه الندوة إلى الجمع بين عشاق الشعر وعشاق الفن التشكيلي، وإثـارة جملـة مـن الأسـئلة حـول علاقـة القصيــدة العربيــة بالتشــكيل وجماليــة الخــط العربــي، إلــى أن أضحــت بهــذا الصنيــع نوعــا مــن الزخرفــة أو التطريــز أو الرســم أو التزييــن؛ مما أدى عبـر التاريـخ إلـى حصـول طفـرات فـي القصيـدة العربيـة بتنـوع بنياتهــا البصريــة، وتوالي إيقاعاتهــا الخطيــة، وتعــدد أشــكالها الهندســية.
تطرق اللقاء لموضوع علاقة القصيدة العربية بالتشكيل البصري وجمالية الخط العربي وما يخلفه من جدل واسع، فعندما نتأمل في تاريخ الشعر العربي، نجد أنه يعود إلى العصر الجاهلي، وارتبط آنذاك بالرسم والنقش على الأشجار والصخور، وكان يعد وسيلة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس الخاصة بالإنسان، إلا أن مع تطور اللغة العربية وزيادة القدرات اللغوية بدأ الشعر العربي في الانتشار بشكل أوسع، حتى أصبح وسيلة للتعبير عن المشاعر الداخلية والتجارب الشخصية، إلى جانب نقله لرسائل دينية وأخلاقية وثقافية؛ أما في العصور الحديثة، فقد اتخذ الشعر العربي، حسب المشاركين، أشكالا مختلفة، وأصبح يتطور باستمرار، وأصبح بذلك مرآة للمجتمع، يعكس قضاياه ومشاكله، ورغباته وأماله؛ فهذا الارتباط بالفنون البصرية والزخرفة على مر الزمن، هو ما يظهر واضحا في تنوع بنياته البصرية وتعدد أشكاله الهندسية.
وفي هذا السياق، يؤكد الشاعر والكاتب المغربي صلاح بوسريف على هذه العلاقة التي كانت دائما تاريخية، مشيرا إلى بعض الاختلالات التي طالتها. ويضيف أن هذه العلاقة تميل دائما إلى الجمال، سواء في الرؤية أو الموقف أو اللغة أو الخيال أو الاستعارة أو المجاز، مشددا على أن الشعر ليس مجرد خط، والخط ليس مجرد شعر، ولكن عندما يلتقيان، فإنهما يخلقان جمالية فريدة ومميزة، وبرزخا جديدا ومغايرا.
من جهته، يرى الفنان التشكيلي شفيق الزكاري أن علاقة الشعر والخط مسألة متكاملة وأزلية، استمر عليها الشعراء والفنانون على مر العصور، مشيرا إلى أن الفنان كان يشتغل على القصيدة والشاعر يشتغل على اللوحة، أي أن الشاعر كان يستوحي أفكاره من اللوحة، والفنان التشكيلي كان يستوحي أفكاره من القصيدة، تعبيرا عن ذاته من خلال أجناس أخرى مختلفة، فكان اشتغاله على القصيدة هي بمرتبة انفتاح أو عتبة على جنس آخر يمكن أن يضمن له الاستمرارية على المستوى المرئي والمشهدي والجمالي.
إن علاقة القصيدة العربية بالتشكيل البصري والخط العربي تمثل نقطة تلاق بين عالمي الشعر والفن التشكيلي، حيث يتشابك الإبداع والجمال ليخلقا تجربة جديدة ومميزة تستحق الاهتمام والدراسة العميقة، هذه العلاقة تعبر عن التناغم بين الكلمة والصورة، حيث يتم تجسيد الأفكار والمشاعر عبر جمالية الخط والتشكيل؛ ومن هذا المنظور، يمكن أن نرى القصيدة العربية كموسيقى اللغة المتراقصة، تجمع بين لحن الكلمات وإيقاع الأفكار، وعمل فني شامل يجمع بين الأدب والفن التشكيلي، الشيء الذي يعكس تعددية الثقافة العربية وغناها الفني.