ناقش أكاديميون من دول مختلفة، صباح الثلاثاء 06 يونيو 2023، في إطار الأنشطة الثقافية للمعرض الدولي للنشر والكتاب، تأثر الكتابات التاريخية بتقنيات التيكنولوجية الحديثة وأوجه استفادة البحث التاريخي من الأساليب الرقمية الجديدة في مجال البحث العلمي، وذلك خلال ندوة بعنوان "التاريخ الرقمي ومستقبل الكتابة التاريخية في زمن الانترنت". شارك في هذه الندوة كل من الأستاذ في التاريخ، إبراهيم القادري بوتشيش، و الباحث العراقي في التاريخ الإسلامي، أحمد حسو، و الأكاديمي الأردنية، سوسن الفاخري، بتسيير من الأستاذة نادية العشيري.

اعتبر الباحث والمؤرخ المغربي، إبراهيم القادري بوتشيش، أن التاريخ الرقمي هو " ثورة جديدة في مجال الكتابة التاريخية" مشددا على "ضرورة أن يأخذ المؤرخ مسافة ما بين المعطيات الفائضة أو الانفجار المعلوماتي، من خلال النقد والتثبت والحيطة والحذر مما يعطى له ويتلقاه على الحامل الإلكتروني، بنفس النقد الذي يتعامل به مع المعطيات التي يأخذها من النص الورقي".

وعن واقع الحقيقة والوعي التاريخيين في العصر الرقمي، أكد الباحث نفسه أنه "في ظل سخاء التاريخ الرقمي تغير مفهوم الحقيقة، وأصبحت معه للحقيقة مستويات. كما تغير مفهوم الوعي التاريخي؛ فتأثير الصورة على وعي القارئ والمتلقي يكون أكثر وأكبر من تأثير الورقي الذي يصعب فيه على الكاتب التأثير على القارئ مباشرة".

وميز المتخصص في التاريخ الإسلامي والتاريخ الأندلسي، إبراهيم بوتشيش، بين التاريخ بالأرقام والتاريخ الرقمي، وقال إن "التأريخ بالأرقام ظهر منذ خمسينيات القرن الماضي، وتجسد في التاريخ الكمي والذين يستفيد إلى اليوم من الثورة الرقمية". مضيفا أن "التاريخ الرقمي هو فلسفة ومنظور جديد للتاريخ نشأ نتيجة للثورة الرقمية والتيكنولوجية التي عرفها العالم المعاصر مع انتشار رياح العولمة" مبرزا أن "هناك تواصل وتكامل بين المرحلتين".

من جهته، جدد الباحث العراقي في التاريخ الإسلامي، أحمد حسو، الدعوة إلى "استحداث قاعدة للبيانات خاصة لنشر المخطوطات المصورة، قصد الاطلاع على مكانها وتاريخها، عوض الحفاظ عليها محتجزة في رفوف المكتبات، ما يجبر القراء على السفر بعيدا أحيانا من أجل الوصول إليها". ويراهن المتحدث نفسه في ذلك على "جهود الشباب المثقف والجامعات وأقسام التاريخ وأقسام الاختراعات داخلها"، مذكرا ب"أهمية القيام بحركة ترجمة كبرى لما ألف من كتابات للباحثيين والأكاديميين عن المنهج الكمي في التاريخ في مختلف دول العالم".

وفي نفس الصدد، حثت الخبيرة الأردنية المتخصصة في الآثار الغارقة تحت الماء، سوسن الفاخري، الباحثين في التاريخ على "ضرورة تطوير تجربة التاريخ الرقمي أو الكتابة التاريخية الرقمية من أجل الحوار مع الآخر وقبول ثقافته والانفتاح عليها". فيما عاد، الأكاديمي العراقي، أحمد حسو، للإشادة بـ"تنبه الدولة، عموما، وتفطن وزارة الثقافة والشباب والتواصل، خصوصا، لموضوع التاريخ الرقمي، ووعيها بأهميته، من خلال تخصيص ندوة كاملة لمناقشة هذا الموضوع المهم".