من الشارقة إلى الرباط… رحلة ثقافية تعبر الجسور العربية

من الشارقة إلى الرباط... رحلة ثقافية تعبر الجسور العربية
_من الشارقة إلى الرباط... رحلة ثقافية تعبر الجسور العربية
_من الشارقة إلى الرباط... رحلة ثقافية تعبر الجسور العربية
عارضون
من الشارقة إلى الرباط... رحلة ثقافية تعبر الجسور العربية
_من الشارقة إلى الرباط... رحلة ثقافية تعبر الجسور العربية

حين تفتح الرباط أبوابها للثقافة، فهي لا تكون مجرد مدينة تستضيف معرضاً للكتاب، بل تتحول إلى منصة للحوار والإبداع وتلاقي الرؤى. وفي دورته الثلاثين، يكتسي المعرض الدولي للنشر والكتاب طابعاً خاصاً باستضافة الشارقة كضيف شرف، في محطة جديدة من محطات التبادل الثقافي بين المغرب ودولة الإمارات العربية المتحدة.

الشارقة، التي بات يُنظر إليها اليوم كواحدة من أبرز العواصم الثقافية في العالم العربي، لا تأتي إلى الرباط خاوية الوفاض، بل تحضر محمّلة برؤية متكاملة للمشهد الثقافي العربي، وبرنامج متنوّع يتجاوز 52 فعالية إماراتية مغربية مشتركة، تتوزع بين ندوات أدبية، وجلسات فكرية، وعروض تراثية، وورش للأطفال، بالإضافة إلى جلسات الخط العربي التي تُنظم بتعاون بين خطاطين مغاربة وإماراتيين.

كل هذا يجري داخل جناح رسمي تحتضنه فضاءات OLM السويسي خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 27 أبريل 2025، وتُشرف عليه هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع 17 مؤسسة ثقافية إماراتية، وبمشاركة 11 كاتباً من مختلف التخصصات الإبداعية.

 

من ضيف إلى مضيف

قبل عام فقط، كانت المملكة المغربية هي من تتوسط المشهد الثقافي في معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث أبهرت جمهور الخليج بثراء تراثها وتنوع أدبها. اليوم، تعود الشارقة لتحمل الشعلة، وتردّ الجميل، في الرباط، ليس كضيفة فقط، بل كممثلة لمشروع ثقافي عربي يمتد من الخليج إلى المحيط، وكجسر حيوي بين ضفتي الثقافة العربية، الشرقية والغربية.

"نحمل إلى المغرب رسالة تؤمن بأن الثقافة لغة تجمع الشعوب"، يقول أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، مضيفاً أن هذه المشاركة ليست مجرد حضور رسمي، بل ترجمة حية لرؤية حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في جعل الكتاب أداة تواصل وتفاهم بين الحضارات.

وتأتي المشاركة أيضاً تتويجاً لمسار التفاعل الثقافي المستمر بين البلدين، وتأكيداً على عمق العلاقات الأخوية بين الإمارات والمغرب.

محتوى يعكس التنوع والوحدة

يتوزع البرنامج الثقافي للشارقة على محاور متعددة؛ من اللغة والأدب إلى العمارة والفنون البصرية، مروراً بالطفل والمرأة والهوية. ندوة حول "المؤتلف والمختلف في لهجات العرب"، جلسة عن "العمارة التراثية الإماراتية والمغربية"، وأخرى تناقش "استعادة الشعر بالوسائط الجديدة"، كلها تعكس حرص الجانبين على الإنصات لبعضهما البعض، والتأمل في القواسم الثقافية المشتركة.

كما يتضمن البرنامج ندوات نوعية تضيء على قضايا معاصرة مثل "النسوية واستراتيجية إنتاج المعرفة"، و"الصحراء في الأدب العربي المعاصر"، إلى جانب جلسات تسلط الضوء على القصة القصيرة، والكتابة للأطفال، وتحديات النشر، من خلال شهادات حية لنخبة من الكتّاب والناشرين الإماراتيين والمغاربة.

وتتجلى قيمة هذه الفعاليات في أنها لا تكتفي بالتنظير، بل تنطلق من التجربة، فالمشاركون وهم نخبة من الأدباء والناشرين والباحثين من البلدين، لا يكتفون بالخطاب، بل يقدّمون شهادات حية ومقاربات جديدة حول مستقبل الثقافة العربية وصناعة النشر في ظل التحديات الراهنة.

منصة للحوار والتقارب

لا تقتصر مشاركة الشارقة على عرض مكونات الثقافة الإماراتية، بل تسعى إلى خلق فضاء مشترك للتفاعل والتكامل الثقافي، وهو ما يجعل من الجناح أكثر من مجرد مساحة عرض، بل منصة حوارية تنبض بالتنوع والإبداع. فهذه الفعاليات، بما تحمله من مضامين معرفية وفنية، تمثل فرصة لتعزيز الحوار الثقافي العربي، وأيضا ترسيخ التبادل بين ضفتي العالم العربي في زمن باتت فيه الثقافة أحد أهم أدوات التقارب والوحدة.

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE