نظمت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط يوم الجمعة 10 ماي، ثاني أيام المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تحتضنه العاصمة المغربية الرباط من 9 إلى 19 ماي 2024، لقاء بمناسبة إصدار مجلة "رؤية" التي تعدُّ ثمرة عملٍ موحد قام به تلامذة الثانويات الإعدادية الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة بمدن الرباط سلا وتمارة من خلال برنامج "أكتشف مدينتي" الذي أطلقته المؤسسة للتعريف بالتراث المادي واللامادي للمدينة، والذي تستفيدُ منه 43 ثانوية إعدادية، و 4825 تلميذا.
مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط هي مؤسسة عمومية أنشأها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتخضع للرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء. تُعنى بحماية والحفاظ على التراث المادي واللامادي لمدينة الرباط.
ويعدُّ هذا الإصدار العدد الأول لمجلة "رؤية"، التي قالت منى بدري، المكلفة بالبرامج التربوية بمؤسسة المحافظة على التراث لمدينة الرباط بأن اسم المجلة يأتي تماشيا مع رؤية هذا الجيل لتراث المدينة العريق.
وقد ضمَّ العدد الأول للمجلة الذي يقعُ في 84 صفحة بين طياته إبداعات وافرة تتوزع بيـن الأدب والفـن والصحافـة في حيـن تلتقي في موضوع "التراث غيـر المادي" الذي اختارته المؤسسة محور السنة.
وضمن المجلة نقرأ ربورتاجا حول الرقصات الشعبية المغربية بعنوان "الرقصات الشعبية المغربية: تراث، قيم وهوية"، أعدّته التلميذة رؤى مرحوم (12 سنة) من الثانوية الإعدادية بئر أنزران، وأشرفت عليه الأستاذة فاطمة الزهراء العلمي.
وفي جنس البورتريه أعدَّ التلاميذ مادة عن أحمد الوكيلي، أحد أشهر الفنانين في موسيقى الآلة بمدينة الرباط، كتبته ياسمين المستور (12 سنة) عن إعدادية الإمام البخاري وأشرفت عليها الأستاذة فدوى أولاد بن احماد.
وقال التلميذ إسحاق حفيان (15 سنة) الذي كتب حول اللهجية الرباطية ضمن روبورتاجٍ عن مدينة الرباط، أن السر وراء الرغبة في الكتابة في هذا الموضوع بالذات نبع لديه عند تجواله بشوارع وأزقة المدينة القديمة بالرباط، مستمعا إلى أحاديث البقال والحلاق، ومتأملا معاملات الساكنة الأصيلة.
وعن الربورتاج الذي أنجزه، يقول إسحاق: "عرفتُ عن قرب أن اللهجة الرباطية واحدة من اللهجات العريقة التي لها تاريخ"، ويضيف: "عن نفسي فإنني سأحرصُ من الآن فصاعدا على استعمال هذه اللهجة الجميلة بمفرداتها وفاءً لما تعلمته خلال مرحلة الكتابة".
يعتمد برنامج "اكتشف تراث مدينتي" على مقاربة تروم ضمان انخراط مختلف الفاعلين والجهات المعنية من أجل تسهيل الوصول إلى التراث والنفاذ إليه. وقد انطلق في مرحلة أولى بمواءمة ملف المصادر التربوية للتراث العالمي للمعلمين الصادر عن اليونسكو مع سياق التراث الثقافي المحلي وتجلياته المتعددة في التخطيط الحضري والهندسة المعمارية والطبيعية، مع إدراج مفاهيم حول التراث الحديث والتراث العالمي.
وعبرت منى بلبكري، المكلفة بالبرامج التربوية بمؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، عن فرحتها عندما اعتلت المنصة لإلقاء الكلمة الترحيبية ووجدت القاعة ممتلئة عن آخرها بالأطفال والشباب والشيوخ، " يثلجُ صدري أن أرى القاعة امتلأت عن آخرها حتى لم يعد لمن أتى متأخرا مكانا للقعود".
وفي الكلمة التي ألقاها نيابة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، الشريك الأساسي في برنامج "اكتشف مدينتي"، أشاد السيد إريك فالت، مدير مكتب اليونسكو بالرباط، بالعمل الذي تضطلع به مؤسسة المحافظة على التراث لمدينة الرباط في حماية وتعزيز وتثمين التراث اللامادي. مضيفا أن عمل المؤسسة قد تجاوز نقطة الحفاظ على تراث الرباط إلى مرحلة التوعية والتحسيس بأهمية هذا التراث في أفق حفظه ونقله إلى الأجيال القادمة.
ومنذ انطلاقه، عرف برنامج "اكتشف مدينتي" نجاحا ملحوظا من خلال مشاركة 3720 تلميذا وتلميذة من 62 ثانوية إعدادية من الرباط وسلا وتمارة في دورته الأولى، حيث أتيحت لهم فرصة اكتشاف التراث الثقافي لعاصمة المملكة تحت إشراف أساتذتهم، عبر مجموعة من الأنشطة؛ كحلقات النقاش والزيارات الميدانية لمواقع التراث العالمي.