احتضن فضاء “تواصل” في المعرض الدولي للنشر والكتاب المنعقد في دورته الثلاثين من 18 إلى 27 أبريل 2025، لقاء تكريم الأديب والناقد محمد برادة، وذلك يوم الأربعاء 23 أبريل، تقديرا لمسيرته الثقافية الثرية وعرفانا بإسهاماته البارزة في إثراء المشهد الأدبي المغربي والعربي.
وحضر هذا الحفل التكريمي نخبة من الأدباء والنقاد والإعلاميين، اللذين سلطوا الضوء على الدور المحوري الذي اضطلع به محمد برادة في بناء صرح الثقافة المغربية الحديثة، وترسيخ الحداثة الأدبية من خلال إبداعه في الرواية، القصة القصيرة، المسرح، الترجمة والنقد الأدبي.
واستعرض المتدخلون خلال هذا اللقاء الدور الريادي الذي تميز به برادة في تأسيس اتحاد كتاب المغرب إلى جانب الراحل محمد عزيز الحبابي سنة 1961، مشيرين إلى انتخابه رئيسا للاتحاد لثلاث ولايات متتالية (1976، 1979، 1981)، في اعتراف منهم بعطائه الغزير، وجهوده المتواصلة في تعزيز إشعاع الثقافة المغربية وترسيخ جسور التواصل الثقافي بين المغرب والمشرق العربي.
وفي كلمته خلال هذا التكريم، أعرب الأديب محمد برادة عن شكره لوزارة الشباب والثقافة والتواصل على هذا التكريم، مستحضرا، على الخصوص، الأدوار التي اضطلع بها كل من الأديبين عبد الكريم غلاب وعبد المجيد بنجلون في توجيه مساره الأدبي والفكري.
وأكد أن هذا اللقاء يشكل مناسبة سعيدة للالتقاء بقرائه مجددا، ومشاركتهم لحظات ثقافية وإنسانية من خلال توقيع كتبه والتفاعل معهم.
وفي هذا السياق أكد الأستاذ الجامعي، محمد الداهي، أن "برادة لعب دورا مركزيا في إرساء أسس الأدب والنقد الجديدين، وأنزلهما من برجهما العاجي وجعل منهما موضوعا للتداول في الفضاء العمومي".
وشدد الداهي على أهمية مساهمة برادة في تأسيس اتحاد كتاب المغرب، مشيرا إلى مساهماته في إسماع صوت المثقفين المغاربة آنذاك في المحافل العربية والدولية.
ووصف الناقد والباحث، رشيد بنحدو، برادة بـ “الدينامو الثقافي” الذي لا ينازعه في هذا اللقب أحد من جيله، مشيرا إلى شغفه المتواصل بفن الرواية وإخلاصه له تدريسا وتأطيرا أكاديميا وترجمة وتحليلا نقديا.
وأكد أن "برادة جمع بين الإبداع والمبادرة، سواء من خلال رئاسته لاتحاد كتاب المغرب أو اهتمامه الدائم باكتشاف المواهب الأدبية الجديدة ومواكبتها."
من جانبه، أبرز الناقد التشكيلي، حسن بورقية، في رسالة تليت باسمه خلال الحفل، أن برادة ظل دوما عاشقا للأدب، وفتح عبر كتاباته نوافذ على آداب العالم والعالم العربي.
واعتبر أن برادة كان أستاذا استثنائيا، عرف كيف يوسع آفاق طلبته عبر تقديم رؤى أدبية عالمية للغة والحب والسياسة والصداقة، مستحضرا لقاءاته المميزة مع كتاب كبار مثل محمود درويش، وهدى بركات، وإدوارد سعيد، والتي تحولت إلى دروس أدبية وإنسانية عابرة للزمن.
وتميز هذا الحفل بتسليمه درعا تكريميا من مندوبة المعرض الدولي للنشر والكتاب، لطيفة مفتقر، وسط تصفيقات الحضور، في لحظة امتنان واعتراف بمسار أدبي وإنساني متميز بصم تاريخ الساحة الثقافية المغربية والعربية.