بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، والأمين العام لحزب الاستقلال وزير التجهيز والماء نزار بركة، احتضنت قاعة "أفق" بالمعرض الدولي للنشر والكتاب يوم 16 ماي، ندوة لتقديم كتاب "شغف وإرادة: مسيرتي في الإعلام والثقافة والسياسة" لصاحبه محمد عبد الرحمان برادة.
ويمثل الكتاب الصادر سنة 2023 عن منشورات برومو بريس، والذي يقعُ في 237 صفحة من القطع المتوسط، "عصارة عمر كامل" و"ثمرة عقود" قضاها الإعلامي والناشر في مهن النشر والتوزيع والإعلام والقراءة والثقافة بالمغرب.
وقال محمد عبد الرحمان برادة إن الكتاب يحاول التوثيق للمعالم البارزة في سيرته المهنية، بدءا من مسقط رأسه شرق المغرب بمدينة وجدة، ومرورا بالدار البيضاء التي كانت شاهدة في سبعينيات القرن الماضي على الإرهاصات الأولى لمشروع أول دار لنشر وتوزيع الصحف المغربية.
وأضاف برادة أنه، لم كن مهيأ لأتحدث عن نفسه، "ولعل أن تكتب عن نفسك شيئ صعب، وأن تتكلم عن نفسك شيئ أصعب". ولهذا استعان بزميله ورفيقيه محمد بوخزار، "وببعض الأصدقاء هنا في القاعة ليتكلموا عني ربما يعرفونني أكثر من نفسي؛ لأنني عشتُ معهم فترات طويلة، ثم فترات حاسمة في مساري المهني بالخصوص".
هذا المشوار الذي كرسه برادة لخدمة الصحافة المغربية، والثقافة المغربية بشكل عام؛ "بطرق مباشرة، وبكيفيات ملتوية بعض الأحيان" على مدار عقود منذ سنة 1977.
ويسترسل برادة شارحا الحافز وراء تأليف هذا الكتاب الذي يعدّ فاتحة كتبه في مجال الكتابة "عندما زارني المرض اللعين كورونا دون استشارة وودعته أنا كذلك دون أن أتردد، فإنني سعدتُ عندما كنت مريضا، لأن الله سبحانه في كل حلقة من حلقات الحياة يؤتيك أسباب لتكتشف بعض الأشياء".
ويضيف برادة أنه كان ممنوعا من ملاقاة الناس، "وبقيت في بيتي أتصفح بعض الأوراق الغابرة والمغبرة التي لم أعد أتذكرها. فاكتشفت أن هنالك بعض الصور التي لا يمكن ألا أنشرها أو أبرز رمزيتها، فمثلا عندما أرى في بعض الصور حسن العلوي أو أرى في أخرى الأستاذ عبد الكريم غلاب، أو السيد عبد الحفيظ القادري وبداية سابريس في 1977... حين أرى تلك الصور وفيها علي يعته في المطبعة والسيد محمد اليازغي... أرى كل هذه الوجوه التي أتعرف عليها وهي جزء من تاريخ الوطن. فمن غير العدل أن تبقى سجينة الأوراق والصور".
وعبّر الصحفي محمد بوخزار الذي تولى تسيير اللقاء، عن سعادته بمرافقة "الأخ برادة"، كما وصفه، في رحلة تأليف هذا الكتاب. "أنا أتأسف كما عبرت من قبل على أن هذا الكتاب لم يقل الكثير عن صاحبه، وهذه كانت نقطة خلاف بيني وبينه؛ فهو كتاب مرصود للأنشطة التي قام بها في مجال خدمة الوطن قبل كل شيء، أما نصيبه من الكتاب فهو قليل بسيط لا يتعدّىَ لمحات معدودة من الطفولة والشباب والفتوة في مدينة وجدة وانتقالات هنا وهناك".
واعتبر محمد بوخزار أن "هذا الكتاب هو بمثابة بروفة؛ مسودة لكتاب أو لكتب أخرى يمكن أن تأتي". كما استغل المتحدث المناسبة ليدعوا الأقلام الصحفية والصحفيون الذين لديهم القدرة على الاستماع وإعادة الكتابة لكي يستمعوا لهذا الرجل، "فهو كنز من المعلومات ولم يقل إلا القليل القليل القليل اليسير، ليس خوفا أو تحفظا، وإنما تواضع أصيل فيه".
وبخصوص عنوان الكتاب شغف وإرادة، أوضح بوخزار أن "برادة طلب رأيي فقدمت له بعض الاقتراحات، تلتقي وتفترق أحيانا مع الصيغ التي أوردها ولكنه في لحظة قال لي: محمد، يمكن أن تغير العنوان كما تريد، وتكتب ما تريد، فقط لا تفرط في كلمة واحدة؛ هي الشغف. فقلت وهي لك وأنت تستحقها.