شهد يوم الأربعاء 07 يونيو 2023، في إطار فعاليات الدورة 28 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، ندوة خصّصت لتقديم الترجمة الأخيرة للسيميائي المغربي سعيد بنكراد، اختار لها عنوان "شبكات التواصل الاجتماعي: حرب التنانين"، وهي ترجمة جديدة لعمل الفيلسوف الفرنسي روبير ريديكير.
شهد يوم الأربعاء 07 يونيو 2023، في إطار فعاليات الدورة 28 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، ندوة خصّصت لتقديم الترجمة الأخيرة للسيميائي المغربي سعيد بنكراد، اختار لها عنوان "شبكات التواصل الاجتماعي: حرب التنانين"، وهي ترجمة جديدة لعمل الفيلسوف الفرنسي روبير ريديكير.
شهد يوم الأربعاء 07 يونيو 2023، في إطار فعاليات الدورة 28 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، ندوة خصّصت لتقديم الترجمة الأخيرة للسيميائي المغربي سعيد بنكراد، اختار لها عنوان "شبكات التواصل الاجتماعي: حرب التنانين"، وهي ترجمة جديدة لعمل الفيلسوف الفرنسي روبير ريديكير.
يقول بنكراد في بداية حديثه عن إصداره الجديد، "إننا لا نترجم دائما ما نحب"، موضحا في تقديمه، أنه يقول أشياء كثيرة تتمحور جميعها حول تبعات ظهور هذه الوسائط الجديدة التي أدمنَ الناس عليها، منبها إلى أن الأساسي في الكتاب هو حديثه عن "حقيقة الـ"غافام"، عمالقة الرقميات وأسيادها".
وشدّد سعيد بنكراد على أن ثورة شبكات التواصل الاجتماعي التي تحدث اليوم ليست نابعة من سيرورة حاجة الأفراد والمجتمع، بل إن مجموعة من المهندسين في وادي السيلكون هم الذين يقررون فيما سنفعله وفيما سنتجنّبه، وهذا فرق جوهري بين هذه الثورة التي نعيشها وسابقاتها من الثورات الإنسانية، على حد وصف سعيد بنكراد. وهي تهيئ "الإنسان ليكون طيّعا مطواعا".
من جانبه الباحث يوسف التوفيق قال إن متن الكتاب هو عرض للأثر السلبي للثورة الرقمية، وما قامت به هذه الثورة فيما يخص تدهور الشرط الإنساني، معتبرا أن بنكراد قال في مواقع التواصل "مالم يقله مالك في الخمرة"، للدلالة على النقد اللاذع الذي خصَّها به، وللدلالة أيضا على اعتقاده الخاص بأن سعيد بنكراد بالغ في هذا النقد، على اعتبار معطى حتمية التطور الإنساني مع تطور الأحداث والزمن، واستحالة الثبات على نفس الوضع، ووجوب تقبل البشرية لمعطى التغيير.
بدوره الباحث محمد أسليم قدّم لكتاب "شبكات التواصل الاجتماعي" لسعيد بنكراد، الذي يتألف من العديد من المقالات التي يجمع بينها خيط ناظم، ويدور حول فكرتين مركزيتين، على حد وصف الباحث. الأولى هي أن أننا نعيش اليوم لحظة حرب تدور فيها معركة طاحنة بين الإنسان والتواصل، والثانية هي أن شبكات التواصل شاهدة على هزيمة الحضارة في تفكيك كل ما قام الإنسان بنسجه. هاتين الفكرتين يوحدهما مفهوم رئيس في السيبرانية هو التواصل. ويردف بأن المؤلف يهاجم في الواقع السيبرانية من خلال دراسة ممارسة اجتماعية نتجت عن تنظيراتها، وهي شبكات التواصل الاجتماعي وأحد اختراعاتها وهو الهاتف.
أطروحة الكتاب المركزية، حسب الباحث محمد أسليم، هي أننا نعيش اليوم في ظل "مشهد صراعي" بين تنينين (دولتين). الأولى هي الدولة الحديثة المنحدرة من فكر الانوار، والدولة الثانية ناشئة يمثلها عمالقة التكنولوجيا المعلوماتية (GAFAM). الدولة الثانية تفكك الدولة الأولى وتسحب منها وظائفها الحيوية، وتدخلنا في منعطف سياسي وأنثروبولوجي غير مسبوق، يُغيَّر فيه جوهر الإنسان، ويعاد لمرحلة تشهد اغتيال الديمقراطية وإرساء فيودالية جديدة، وانقلاب للحرية على نفسها ونهاية الرأي العام والخصوصية، وسيادة التحكم باسم الشفافية.
أما الأستاذ الباحث مصطفى النحال، فعرج في مداخلته على ما أسماه "البنيات الصغرى" في عملية الترجمة، وقال إن ما يهمه هو البحث عن حضور سعيد بنكراد في هذه الترجمة من خلال الهوامش التي وظفها أسفل الصفحة، وتضم أساسا توضيحا للمفاهيم والمصطلحات، والإضاءات والاستعارات، وشرح الغوامض، واقتراح التأويلات، وغيرها التي تعتبر بمثابة توقيع المترجم. ويصفها مصطفى النحال بإنها "عتبة المرور الضرورية لاستكمال المعنى".
يعتبر الهامش التوضيحي "مكانا لظهور صوت المترجم"، يقول مصطفى النحال، ثم يضيف بأن وظيفته هي ملء فجوات النص المُتَرجم. ويُنوه النحال إلى أَن ملاحظات أسفل الصفحة تدل على أن فكرة اختفاء صوت المُترجم غير صحيحة دائما، وترجمة بنكراد تكشف عن حقيقة أن المترجم لا يختبئ دائما وراءه، بل إنَّه يطبعه بطابعه الخاص، باعتباره وسيط معرفي وثقافي يسعى إلى تقليص الفجوة المعرفية والثقافية.