احتضن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، يوم الأربعاء 15 ماي 2024، جلسة فكرية ثقافية خصصت لمناقشة موضوع "تعزيز دور المرأة الصحافية في الحقل الإعلامي الوطني.
شارك في هذا اللقاء الثقافي؛ الأستاذة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال نادية لمهيدي، والمستشارة وعضو المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين فاطمة الزهراء الورياغلي، ومدير الدراسات وتنمية وسائل الاتصال بقطاع التواصل منير الجراري، فيما تولت الدكتورة والأستاذة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال عائشة التازي مهمة التيسير.
وعن صورة المرأة المتداولة في الحقل الإعلامي، تقول نادية لمهيدي إن هناك تداول لمفهوم تحسين صورة المرأة في الإعلام والإمكانية التي يمكن أن يلعبها من أجل تقليص تمثلات المرأة في الإعلام والمجتمع، ودوره في عكس صورة المرأة الرائدة في مختلف المجالات.
وأثارت الأستاذة المهيدي كيفية التسويق للمرأة في البرامج التلفزية، والمسؤولية المجتمعية المنوطة بها في بناء المدارك والتصورات لدى المشاهد، كما أشارت إلى مسؤولية الإعلامي وصاحب السيناريو والمخرج عن إيصال صورة المرأة بتمثلات دقيقة وقريبة من المجتمع.
وفي الشق المتعلق بالتكوين أوردت الأستاذة المهيدي المفارقة المتعلقة بالعدد الكبير للطالبات الصحفيات وتموقعهن الحقيقي في المجال بعد التخرج، حيث تنعرج العديد من الصحفيات عن المسار المهني المرتبط بالصحافة نحو مهن أخرى قد ترتبط بالتواصل أو الإدارة، بالإضافة إلى تنميط المرأة في بعض التخصصات المتعلقة بالمجال الاجتماعي وغيابها في الأقسام السياسية والاقتصادية والرياضية.
بدورها، تحدثت المستشارة وعضو المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين فاطمة الزهراء الورياغلي، عن نسبة حضور المرأة في الإعلام المغربي، حيث تمثل النساء 29 في المائة، أي بنسبة تقارب "ثلث الإعلاميين والصحافيين"، غير أنها عززت هذه المكانة بالمقارنة مع السابق، حيث شهد المجال الإعلامي تطورا بارزا من خلال ظهور صحفيات ومصورات ومخرجات عززن حضورهن داخل المشهد الإعلامي المغربي، غير أنها أكدت أن المرأة في مراكز صنع القرار تبقى ضعيفة في جميع المجالات.
من جانبه، مدير الدراسات وتنمية وسائل الاتصال بقطاع التواصل منير الجراري، قدم مدخلا يهم المعطيات الرسمية، حيث تمثل نسبة مديرات النشر 10,7 في المائة في الصحافة الورقية مقارنة مع مديري النشر، ونفس الأمر بالنسبة للصحافة الإلكترونية حيث تمثل نسبتهن 10,47 في المائة.
وعن ضعف هذه المؤشرات المرتبطة بتمثيلية المرأة في الحقل الإعلامي، أوضح الجيراي أن المقاولات الصحفية هي اقتصادية بالدرجة الأولى، وعلى المرأة دخول غمار المنافسة مثلها مثل الرجل.
وفي نفس السياق أدلى المتحدث بمؤشرات أخرى للوزارة كونها تنظم كل سنة الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، والتي عرفت فوز العديد الصحفيات في الدورة الأخيرة لهذه لسنة 2023، بالإضافة إلى سعي الوزارة إلى تطوير مجال الصحافة، وتحديدا المرسوم المتعلق بشروط الاستفادة من الدعم الموجه للمقاولة الصحفية والذي يهدف إلى تشجيع هذه المقولات للتوظيف الصحفيين والصحفيات.
وأشاد الجراري بالتكوينات التي يقوم بها المعهد العالي للإعلام والاتصال ومختلف الشراكات التي يتم عقدها مع المجلس الوطني للصحافة في إطار التكوين المستمر للصحفيين.
وحضر اللقاء العديد من الإعلاميات والأساتذة المكونين في المجال الإعلامي والصحفي، بالإضافة إلى حضور مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بنصفية والذي أورد في نهاية اللقاء مداخلة تهم ضرورة الاستمرار في" تغيير العقليات المجتمعية المرتبطة بصورة المرأة كمجتمع و سياسة عمومية
وهو ما يتطلب وقت وجهد"، كما ثمن المجهودات التي يقوم بها المعهد بخصوص التكوين العمومي الذي يحرص على تحقيق الإنصاف في صفوف الطالبات والأستاذات المؤطرات.