في إطار اهتمامه بالثقافة الحسانيةو احتضن المعرض الدولي للنشر والكتاب، يوم السبت 11 ماي 2024، لقاء تواصلي للاحتفاء بكتاب "الموروث الثقافي الحساني: الخصائص والمكونات"، الصادر عن منشورات مركز الدراسات والأبحاث الحسانية بالعيون، من أجل تثمين التراث المادي واللامادي والتعريف بالثقافة الحسانية في مختلف تجلياتها.
وعرف اللقاء حضور كل من مدير مركز الدراسات والأبحاث الحسانية، هيب الحافظ، والدكتور في النقد العربي القديم، عبد الرحمان عوبا، وتسيير الأستاذة والمكونة لدى المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة العيون الساقية الحمراء زليخة بابا.
استهل مدير مركز الدراسات والأبحاث الحسانية، هيب الحافظ، حديثه عن أهمية الملتقيات الثقافية التي تولي اهتماما نوعيا بالشأن الثقافي والتراثي مع مختلف الخبراء والكتاب، وخص بالذكر ما يقوم به مركز الدراسات والأبحاث الحسانية بالعيون بدعم من مديرية التراث الثقافي وبتنسيق مع الكفاءات العلمية من أجل إغناء الرصيد المعرفي حول الثقافة الحسانية.
وأضاف الحافظ أن الكتاب يأتي في سياق تفعيل الدور المنوط بالمركز الرامي إلى تثمين التراث الحساني ومواصلة دعم البحث العلمي إلى جانب نهج سياسة القرب مع الفاعلين والهيئات المنتخبة ومكونات المجتمع المدني من أجل صيانة التراث المادي واللامادي.
وفي صدد الحديث عن الثقافة والتراث، أوضح الدكتور عبد الرحمان عوبا أن "التراث هو حديث عن الماضي"، حيث يحمل حمولة ثقافية للأجداد التي تركت للأحفاد للاحتفاظ بها "فالتمسك بالتراث هو تمسك بالأصل الثابت".
وأكد عوبا أن التمسك في الأصل بالموروث الثقافي هو ما حاول الكِتاب الحديث عنه من خلال الرمزية والإيحاء كالشعر والأمثال والحكايات الشعبية التي تبعث برسائل وشفرات معينة للقارئ.
وتحدث عوبا في خضم اللقاء، عن العديد من القصائد الشعرية والأمثلة الشعبية المعروفة في الثقافة الحسانية كـ"فلان ولد ذراعو"، وتعني أن شخصا معينا يعتمد على نفسه في تسيير شؤونه، و"فلان يخيط بالحجرة" أي أن الشخص يبحث عن الأشياء الصعبة.
ويتطرق كتاب "الموروث الثقافي الحساني: الخصائص والمكونات"، للعديد من المواضيع التي حاولت الغوص في ذاكرة المخزون الثقافي الحساني كـ"المشروب الاجتماعي في الصحراء من الحليب إلى الشاي" ولعبة "السِّيك" في الموروث الثقافي الحساني من خلال دراسة الجذور الثقافية والدلالات السوسيولوجية، باعتبار هذه اللعبة "ممارسة ثقافية تحمل أبعاد اجتماعية عميقة" كما جاء في مضامين الكتاب بهدف التعارف بين الشبان والشابات قصد الخطبة والزواج.