شاركت ثلة من المتخصصين والباحثين في مجال السينما، ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية "نظرة على الفنون"، التي يحتضنها المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته ال29، في لقاء حول موضوع "السينما المغربية الجديدة رؤى واتجاهات"، لإبراز بعض تجليات السينما الحديثة ومناقشة أفاقها المستقبلية .
لقاء يأتي في سياق تشهد فيه السينما المغربية، مند بداية هده الألفية، دينامية ملحوظة، سيما على صعيد عدد الأفلام المنتجة، وعلى مستوى انشاء مؤسسات التكوين والتصوير وادماج التقنيات الجديدة في الإخراج، وذلك على الرغم من التحديات المرتبطة بالتوزيع وتقريب الإنتاج السينمائي الى أوسع عدد ممكن من الجمهور.
وكما جاء في مداخلة الناقد السينمائي، عبد الكريم واكريم، فإن بداية الألفية الثالثة عرفت نهضة وازدهارا ملحوظا للسينما المغربية من ناحيتي الكم والكيف معا، إد ظهرت أسماء جديدة على الساحة السينمائية المغربية أطرت المشهد السينمائي. فمند العشرية الأولى لهذه الألفية، بدا الزخم واضحا، وكانت سنة 2007 نقطة تحول من حيث الأفلام المنتجة مند بداية السينما المغربية.
وشكل جيل من المخرجين والمخرجات، ظهر لأول مرة بأفلام قصيرة خلال الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة سنة 1995، قاطرة هده النهضة والتوهج، لينجز اثنان منهم فلمهما الأول قبل بداية الألفية بقليل، وهما: داوود اولاد السيد، ونبيل عيوش، ثم انطلق آخرون بعدهما، ملتحقين بالركب.
وشهدت هده المرحلة ارتفاعا ملحوظا في عدد المخرجين اللدين سينجزون أفلامهم الأولى، لا ينتمون إلى جيل الشباب فقط، بل منهم مخرجون “لم تكن تتاح لهم الفرصة سابقا، الى أن جاء هدا الزخم ليمنحهم الفرصة لانتاج فيلمهم الطويل الأول“، ومن بين هؤلاء نجد كلا من لحسن زينون، ومحمد إسماعيل، وادريس شويكة، وغيرهم.
وأوضح المتحدث أنه وقبل بداية الألفية، كانت السينما المغربية ذكورية بامتياز، رغم حضور المرأة وقضاياها كموضوع وباستمرار مند بداية السينما المغربية. كان هناك غياب شبه كلي للعنصر النسوي في ميدان الإخراج، باستثناء مخرجتين هما: فريدة بليزيد وفريدة بورقية.
بينما ستشهد الألفية الجديدة بالتدريج ظهور نساء مخرجات على الساحة، ابتداء بنرجس النجار وليلى الكيلاني وياسمين القصاري ثم ليلى المراكشي... “وهكذا سنرى التغير الذي بدأ يطرأ بالتدريج على المشهد السينمائي المغربي الذي أصبحت تخترقه وجوه نسائية بالتدريج ستعزز بأسماء أخرى في القادم من العقود .“