الترجمة بالأمازيغية موضوع نقاش أكاديمي في المعرض الدولي للنشر والكتاب

الترجمة بالأمازيغية موضوع نقاش أكاديمي في المعرض الدولي للنشر والكتاب
الترجمة بالأمازيغية موضوع نقاش أكاديمي في المعرض الدولي للنشر والكتاب (1)
الترجمة بالأمازيغية موضوع نقاش أكاديمي في المعرض الدولي للنشر والكتاب (1)
لقاءات
الترجمة بالأمازيغية موضوع نقاش أكاديمي في المعرض الدولي للنشر والكتاب
الترجمة بالأمازيغية موضوع نقاش أكاديمي في المعرض الدولي للنشر والكتاب (1)

ضمن البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للنشر والكتاب، شكلت ندوة "الترجمة وأدوارها في الارتقاء باللغة والثقافة الأمازيغيتين" محطة بارزة للنقاش والتأمل في رهانات ترجمة الأدب والمعرفة من الأمازيغية وإليها.

اللقاء الذي شارك فيه الأستاذ محمد فارسي،و الأستاذ محمد الراضي، والأستاذ محمد لعضمات، وأداره الأستاذ حسن اكيوض، وضع الترجمة في قلب الدينامية الثقافية الأمازيغية، باعتبارها أداة للإشعاع والانفتاح من جهة، وآلية للإغناء والتجديد من جهة أخرى.

وتوقف السيد محمد الراضي، أستاذ الترجمة المتقاعد والمترجم إلى اللغة الأمازيغية، عند موضوع الترجمة الأدبية إلى الأمازيغية، متسائلا إن كانت تخلص اللسان الأمازيغي من الهيمنة اللغوية أم تستضيف "الداخل" بلغاته وأفكاره؛ بحيث قسم مداخلته إلى محورين، تناول في الأول اللغة الأمازيغية بوصفها لغة مستضيفة، متتبعا مسار تطورها وموقفها من اللغات الوافدة، مع التركيز على إشكالية اللغة المعيارية؛ أما المحور الثاني، فقد خصصه للحديث عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باعتباره راعيا لمسار الترجمة، حيث سلط الضوء على أهدافه، مستخلصا من ذلك جملة من المبادئ التي يمكن أن تشكل أساسا لمنهج ترجمي فعال نحو الأمازيغية.

أما السيد محمد لعضمات، الأستاذ بمعهد الملك فهد للترجمة بطنجة، فقد تناول في مداخلته مختلف الأدوار التي تضطلع بها الترجمة من الأمازيغية وإليها، مؤكدا أن لهذه الأدوار بعدا استراتيجيا في خدمة اللغة الأمازيغية، وقد أبرز القيمة المضافة التي يمكن أن تقدمها الترجمة على مستوى تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وتطوير المعجم الأمازيغي، وضمان الحق في الوصول إلى المعلومة والتواصل بلغة رسمية، كما أشار أيضا إلى أن نجاح هذه الوظائف يمر حتما عبر سياسة لغوية واضحة تدمج الترجمة كأداة مركزية في البناء المؤسساتي والثقافي.

وفي مداخلته الموسومة بـ "لماذا نترجم إلى اللغة الأمازيغية؟"، انطلق الباحث في مجال الترجمة إلى اللغة الأمازيغية محمد الفارسي من سؤال يبدو بسيطا في ظاهره، لكنه يحمل في طياته أبعادا معرفية وحضارية عميقة، متخذا من الأدب نموذجا لتحليل واقع الترجمة إلى الأمازيغية، موضحا أن الجواب التقليدي الذي يربط الترجمة بتكريس الهوية وتعزيز حضور اللغة الأمازيغية، رغم وجاهته، يظل حبيس تصور أداتي يرى الترجمة كوسيلة لخدمة غايات جاهزة، ومن هذا المنظور، حسب الأستاذ الفارسي، تصبح الترجمة ممارسة تأويلية تتطلب وعيا بحدود اللغة الأمازيغية وإمكاناتها، وبطبيعة النصوص المترجمة وما تفرضه من تحولات دلالية وانفتاحات مفهومية.

وأكد المتحدث في ختام مداخلته أن نجاح الترجمة الأدبية الأمازيغية لا يقاس فقط بحجم النصوص المنقولة، بل بمدى توفر رؤية فكرية تؤطرها، فالحركة الترجمية في حاجة إلى مرجعية نظرية تضمن لها التوازن بين الوفاء للمعنى الأصلي والانخراط الواعي في بناء خطاب أمازيغي حديث.

وتأتي هذه الندوة لتؤكد على المكانة المحورية التي باتت تحتلها الترجمة، سواء في بعدها الإشعاعي كوسيلة لنقل الأدب والفكر الأمازيغي إلى لغات العالم، أو في بعدها الإغنائي باعتبارها آلية فعالة لإثراء الثقافة الأمازيغية وتعزيز حضورها ضمن النسيج الثقافي العالمي، كما شكلت هذه المناسبة فرصة لتشخيص تجربة الترجمة من وإلى الأمازيغية، ورصد مكامن قوتها ونقاط ضعفها، من حيث اللغة والمناهج والتقنيات المعتمدة.

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE