احتضن رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان مساء يوم الاثنين 05 يونيو 2023، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، حوارا حول إصدار لمدير المعهد العالي للإعلام والاتصال عبد اللطيف بن صفية الموسوم بعنوان" التربية الإعلامية.. سياقات ورهانات.. من أجل نموذج مجتمعي منفتح ومتجدد". وقد تولى إدارة هذا الحوار الصحافي والباحث في قضايا الإعلام يونس مسكين.

أشار الكاتب إلى أن إصداره الجديد هو "ثمرة مجهود دام أكثر من عقدين من الزمن". وقدّم نبذة مختصرة عن بناءِ الكتاب، قسمه إلى محورين رئيسيين، الأول خصصه للجانب الأكاديمي في التربية الإعلامية مستعرضا سياقات ظهورها في التجارب الدولية. والثاني محور تنظيمي وتطبيقي ضمنه مقترحا لاستراتيجية شاملة تستجيب للخصوصية الوطنية لمؤسسة تروم ترسيخ التربية الإعلامية، "ليس فقط بالنسبة للصغار بل أيضا للكبار"، لأن هذه الاستراتيجية في نظره "لا يمكن أن تكون ناجحة إلا إذا كانت ممارسة مواكبة للفرد مدى الحياة". ويضيف بنصفية أن الاستراتيجية "ينبغي أن تستهدف الآباء والمهنيين على وجه الخصوص وكل الفاعلين في مجال الإعلام".

وأكد مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال أنه "وبالرغم من كون مفهوم التربية الإعلامية ليس مفهوما مستحدثاً إلا أننا صرنا اليوم في أمس الحاجة إلى التأصيل له والبحث عن صيغ لتأجرته في ظل التسارع الذي نعيشه في مجال الرقمنة وما يرتبط بها من تغيرات كبيرة". ويضيف المتحدث نفسه أن "المشكل المطروح اليوم يكمن في التضارب بين صيغتين في العمل الصحفي، هما  العمل الرزين الذي يستجيب لأخلاقيات المهنة، والإنتاج الإعلامي السريع الذي يفتقر إلى العمق والمهنية". ويرى الأستاذ بنصفية في هذا الصدد أنه "لا سبيل إلى إيجاد حل لهذا التناقض إلا من خلال تربية إعلامية متجددة" تمكن الفرد من فهم الوسيلة الإعلامية التي يستقي منها أخباره ومعلوماته وبالتالي "خلق جمهور واعٍ بالمواد التي يستهلكها إعلاميا".

ودعا الأستاذ بنصفية الباحثين وجميع المتدخلين في قطاع الإعلام، إلى ضرورة القيام بمزيد من المجهودات "العلمية والأكاديمية" في الجانب المتعلق بترسيخ التربية الإعلامية بالمغرب. مشيداً ببعض التجارب التي تقوم بها بعض المؤسسات الوطنية والقطاعات الوزارية. ذاكرا "البرامج البيداغوجية التي يخصصها قطاع التعليم في المناهج الدراسية" إلى جانب بعض الأنشطة التي تقوم بها "وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة. وكذلك بعض جهود الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري.  إلا أن كل هذه التجارب تظل في نظره "غير متجانسة بالشكل الكافي وليست لها رؤية واضحة تستشرف الرهانات المستقبلية."