أشاد مشاركون في ندوة خاصة بجهود الحفاظ على التراث المعماري بمدينة القدس، بالجهود التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.
وثمّن المهندس إبراهيم الهندي، رئيس جمعية المعماريين بفلسطين، الجهود التي تبذلها الدولة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في صيانة وحفظ التراثي الثقافي لفلسطين وخاصة مدينة القدس، مستدلا على ذلك بحدث اقتناء الدولة المغربية لعقار ضريح الشيخ البخاري الذي أصبح يسمى ضريح النقشبندي، والذي اشترته الحكومة المغربية لضمان عدم استيلاء السلطات الإسرائيلية عليه.
جاء ذلك بمناسبة تنظيم وكالة بيت مال القدس الشريف يوم الجمعة 10 ماي 2024، في إطار أنشطة قاعة حوار داخل فضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي يشهد تنظيم دورته التابعة والعشرين بين 09 و19 ماي، ندوة حول التراث المعماري لمدينة القدس وسبل صيانته تحت عنوان "التراث المعماري للقدس في ضوء الوثيقة المرجعية لترميم المباني الأثرية لوكالة بيت مال القدس الشريف".
الندوة جمعت السيد محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بالتسيير لدى وكالة بيت مال القدس الشريف، بخبراء وفاعلين ومهندسين مغاربة وفلسطينيين؛ وجرى خلالها تقديم حصيلة الزيارات التي قام بها مهندسون فلسطينيون إلى المغرب، وأخرى قام بها مهندسون ومتخصصون مغاربة إلى القدس وبعض مناطق فلسطين. واستعرضت "شذى صافي" عن مؤسسة رواق، المؤسسة غير الربحية التي أُحدثت سنة 1991 بغرض الحفاظ على الموروث الثقافي العمراني بفلسطين، حصيلة عمل الوكالة التي استطاعت ترميم وحماية أكثر من 130 بناية تاريخية بمناطق الريف المقدسي، والضفة الغربية وغزة.
وفي إطار هذه المجهودات، جرى ترميم بيت الوحيدي في غزة، وهو أحد البيوت التي تكتسي قيمة تاريخية، بالإضافة إلى تحويل دير الخضر الأثري من بناء مهجور إلى مكتبة تحوي مئات الأطفال يوميا، بشراكة مع مؤسسات مثل مؤسسة "نوى."
وأبرزت المتحدثة نفسها أن مؤسسة "رواق" تسخّر حاليا كل مجهوداتها لتنزيل مشروع الخمسين قرية؛ وهو مشروع يعنى بإحياء وترميم أهم 50 مركز ثقافي بفلسطين بسواعد أولادها، "وبترميم هذه المراكز نكون قد رممنا 50 بالمائة من التراث الثقافي لمدينة القدس"، تضيف شذى صافي التي أكدت في معرضِ حديثها أن المشروع ماضٍ بتؤدة ونجاح بالوصول اليوم إلى القرية رقم 20.
من جانبه استعرض المهندس المغربي محمد بوصلح، مدير مركز ترميم وتوظيف التراث المعماري بالمناطق الأطلسية وماوراءها، بعض المباني الأثرية التاريخية التي دمرت سواء كليا أو جزئيا؛ مثل المسجد العمري، وكنيسة القديس برفيريوس العريقة أقدم الكنائس بغزة.
ولفت الخبير إلى أن 70 ألف موقع أثري في فلسطين راح ضحية الحرب. وهي خسارة كبيرة لأن "كل جدار وكل حجرة وكل باب وكل قلعة.. يحكي عن تاريخ الإنسانية وليس تاريخ فلسطين فقط " كما جاء على لسان بوصلح.