شهد المعرض الدولي للنشر والكتاب، يوم الخميس 24 أبريل 2025، ندوة أدبية بعنوان "سيرة الأنا والوطن"، تناولت دور الكتابة في توثيق تجارب المعتقلين وتجسيد معاناتهم، وذلك بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد.
وذكّر عالم الاجتماع المغربي مختار الهراس بهذه المناسبة، ببعض الكتب البارزة في أدب السجون المغربي، "مثل مذكرات عبد الرحمن اليوسفي في "أحاديث فيما جرى"، وعبد الواحد الراضي في "المغرب الذي عشته"، ومحمد بنسعيد أيت إيدر في "هكذا تكلم محمد بنسعيد"."
وتابع الهراس قائلا إن القيمة الحقيقية لأدب السجون هي التعريف بما قام به هؤلاء "من مجهودات جبارة وتضحيات كبيرة لأجل تحقيق الاستقلال الذي لم يكن يوما سهلا".
وعن الجوانب الإيجابية لأدب السجون، يقول الهراس إن "مذكرات هذه الشخصيات تعزز النقد الذاتي لأنها تبين بعض الأخطاء التي ارتكبت في مغرب مابعد الاستقلال وتفتح الباب أمام تداركها وعدم تكرارها في المستقبل".
من جهته قال صلاح الوديع إن "أدب السجون ازدهر بشكل كبير في الثمانينات والتسعينات وفي بداية الألفية، ويوثق ما تعرض له المغاربة من تعذيب واعتقال تعسفي خلال فترة من الفترات، لذلك فهي تساهم في تعزيز الذاكرة الوطنية".
كما أشار الويع إلى أن الطابع الخاص لأدب السجون "هو الاحتجاز والتعذيب والحرمان من الحرية الذي يصبح موضوعا للكتابة".
واستحضر الوديع بعض الكتب التي "لها وزن في المغرب مثل "كان وأخواتها لعبد القادر الشاوي", "ومناديل وقضيان" لثريا السقاط و"يوميات قلعة في المنفى" لعبد اللطيف اللعبي".
وخلص المتحدث إلى القول إن "كل ما نشر، له قيمة توثيقية كبيرة تكشف عن واقع غير مقبول وتسهل التصالح مع الماضي لضمان عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت فيه".
وتميزت الندوة بتفاعل كبير من الجهور الذي تساءل عن كيفية ترجمة هذه الكتابات ونقلها إلى الأجيال المقبلة والتمييز بينها وبين التوثيق والتأريخ، وهو مايعكس اهتمام المغاربة بهذا النوع من الأدب الذي يجد فيه الإنسان نافذة لاستكشاف تجارب إنسانية عميقة تعرضت للقمع والاضطهاد.