تراث الرحل في المغرب والإمارات بين الماضي المتنقل والمستقبل الرقمي

تراث الرحل في المغرب والإمارات بين الماضي المتنقل والمستقبل الرقمي
تراث الرحل في المغرب والإمارات بين الماضي المتنقل والمستقبل الرقمي (1)
تراث الرحل في المغرب والإمارات بين الماضي المتنقل والمستقبل الرقمي (1)
تحت الأضواء
تراث الرحل في المغرب والإمارات بين الماضي المتنقل والمستقبل الرقمي
تراث الرحل في المغرب والإمارات بين الماضي المتنقل والمستقبل الرقمي (1)

ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، احتضنت منصة الندوات جلسة فكرية موسومة بـ"ثقافة الرحل: إكراهات التوثيق ورهانات الرقمنة (تجربة المغرب والإمارات)"، جمعت بين باحثين ومهتمين من البلدين، لاستكشاف سبل صون هذا الموروث المشترك، الممتد بين ضفتي الصحراء في كل من المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

أدارت اللقاء الأكاديمية والباحثة العالية ماء العينين، وشهد مشاركة كل من الدكتور مني بونعامة، والدكتورة عائشة الشامسي من الإمارات، إلى جانب الناقد والباحث المغربي إبراهيم الحيسن، الذين توقفوا عند غنى ثقافة الرحل، وإكراهات توثيقها الشفهي، وسبل رقمنتها لضمان استمرارها في زمن السرعة والحداثة.

في هذا الصدد استعرض الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث بدولة الإمارات، البعد الرمزي والوظيفي للترحال باعتباره مكونا تراثيا على حافة الاندثار؛ وأكد في مداخلته أن ثقافة الرحل تعد من الركائز الأساسية للمجتمعات البدوية الصحراوية، لما تحمله من رموز ومعاني ترتبط بنمط العيش والتنقل وأدوات الحياة اليومية؛ مضيفا أن هذا التراث، الذي كان إلى وقت قريب ملازما للحياة البدوية، بات اليوم مهددا بفعل التحولات المجتمعية السريعة، والتطور التكنولوجي الذي غير من أنماط العيش، مما أدى إلى انقراض كثير من الأدوات والعادات التقليدية، ولم يعد استخدامه شائعا إلا في نطاقات جغرافية محدودة داخل العالم العربي، داعيا إلى ضرورة وضع رؤية متكاملة لتوثيق هذا الموروث، قبل أن تبتلعه موجات النسيان.

من جانبها، توقفت الدكتورة عائشة الشامسي، الأستاذة بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، عند تجربة دولة الإمارات في توثيق ثقافة البدو والرحل، وأكدت في مداخلتها أن مشروع التوثيق الإماراتي انطلق من دراسة دقيقة لمسارات الترحال، لا سيما "رحلة المقيظ" التي كان يقوم بها البدو بين الساحل والداخل، مشيرة إلى أنه جرى توثيق هذه التجربة في بعدها المكاني والإنساني والفني، بما في ذلك الشعر الشعبي وفن "التغرودة" باعتبارهما تعبيرين إبداعيين مرافقين لمسيرة الترحال، ويحملان ذاكرة جامعة غنية تستحق الصون والاستمرارية.

أما الباحث المغربي في الثقافة الحسانية، إبراهيم الحيسن، فقد ركز على أهمية توثيق تراث الرحل، مع تقديم قراءة تحليلية لتجربة الرقمنة في هذا المجال، موضحا أن توثيق هذا الموروث لم يعد يعتمد فقط على الورق والقلم والأساليب الكلاسيكية، بل انفتح على الوسائط الرقمية الجديدة التي تتيح حفظ هذا التراث بشكل أكثر دقة واستمرارية، في الزمان والمكان؛ مؤكدا أن التحول نحو التوثيق الرقمي يمثل اليوم رهانا استراتيجيا للحفاظ على هذا الإرث الثقافي من التلاشي، داعيا إلى استثمار الفضاءات الافتراضية لنقل هذا التراث إلى الأجيال القادمة.

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE