نقاش علمي حول تحديات التراث المغربي ورهاناته المستقبلية

نقاش علمي حول تحديات التراث المغربي ورهاناته المستقبلية
نقاش علمي حول تحديات التراث المغربي ورهاناته المستقبلية (1)
نقاش علمي حول تحديات التراث المغربي ورهاناته المستقبلية (1)
تحت الأضواء
نقاش علمي حول تحديات التراث المغربي ورهاناته المستقبلية
نقاش علمي حول تحديات التراث المغربي ورهاناته المستقبلية (1)

احتضن جناح الشارقة ضمن فضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب، يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025، ندوة فكرية بعنوان "التراث المغربي.. تحديات الواقع ورهانات المستقبل"، بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين؛ هم الدكتور كل من حسن أميلي، والدكتور أحمد سراج، والدكتور عبد العزيز قراقي، وتولى تسيير الجلسة الدكتور يحيى العبالي.

سلطت الندوة الضوء على الإشكالات التي تواجه التراث الثقافي المغربي في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم، مشددة على أهمية بلورة رؤية جديدة تجعل من التراث عنصرًا فاعلًا في التنمية والتخطيط الثقافي المستقبلي.

وأكد الدكتور حسن أميلي في مداخلته، أن الاهتمام بالتراث المغربي، خاصة منه الثقافي غير المادي، بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن هذا التراث يشكل رافعة للتنمية، ويتطلب توجهاً علمياً متكاملاً يشمل الجرد، والتوثيق، والتثمين.

وأضاف أن التراث اللامادي نال اهتمامًا متزايدًا، سواء من خلال الإطار التشريعي المتمثل في مصادقة الدول العربية على اتفاقية اليونسكو سنة 2003، أو عبر الجانب المؤسساتي من خلال تأسيس هيئات معنية بحمايته.

وأشار أميلي إلى ضرورة الانتقال من مقاربة جامدة إلى مقاربة حية للتراث، تُركز على "حامل التراث" أكثر من مجرد تجلياته، كما دعا إلى توثيق حي يوازي التوثيق المكتوب، وإلى التمييز المنهجي في عملية الجرد والتصنيف.

أما الدكتور أحمد سراج، فسلط الضوء على التراث الأثري، مؤكدًا على حساسيته وارتباطه الوثيق بقضايا الهوية.

وأوضح المتحدث أن التدخل في هذا المجال لا يخلو من تأثيرات إيجابية وسلبية، مما يستدعي دقة في التدبير والبحث. كما انتقد السيد سراج غياب استراتيجية واضحة وخريطة أثرية شاملة، إضافة إلى ضعف التمويل، ونقص الإطار القانوني الذي يحدد صلاحيات واختصاصات علماء الآثار.

ودعا في هذا السياق إلى تأسيس مجلس وطني للآثار يتكامل مع وزارة الثقافة، من أجل تنظيم القطاع والتصدي لظواهر مثل سرقة الآثار.

من جهته، تناول الدكتور عبد العزيز قراقي العلاقة الجدلية بين التراث والتنمية، مبرزًا أن التراث المغربي يعكس تراكمات حضارية متجددة تُعد منطلقًا حقيقيًا لتحول المجتمع. وأشار إلى أن المغرب عاشر العديد من الحضارات، مما أفرز ممارسات ثقافية متنوعة وغنية، لكن الحفاظ عليها اليوم يتطلب مواجهة عدة تحديات.

وفي هذا السياق، أوضح قراقي أن العلاقة مع المعتقد في المغرب تكتسي خصوصية كبيرة، وهي عنصر أساسي في تشكيل الهوية المغربية. كما تطرق إلى إشكالية اللغة، معتبرًا أن ضعف التحكم فيها يُعقد فهم الحضارة. وبيّن أن الابتعاد عن الموروث الشعبي من عادات وتقاليد يؤدي إلى تآكل التوازن الثقافي، داعيًا إلى إعادة ربط الصلة به.

كما نبّه إلى أن تجاهل التاريخ يُعقد من القدرة على تصور المستقبل، في حين لا تزال علاقة الفنون بالتراث تعاني من "احتقار رمزي"، حيث لم يتم تصنيف العديد من الفنون الشعبية، مثل أحيدوس والزليج وبعض الإيقاعات التقليدية، إلا في فترات متأخرة.

وختم قراقي مداخلته بالدعوة إلى مصالحة جماعية مع التراث كرهان مستقبلي، مع ضرورة ترصيصه باعتباره كنزًا لا يفنى، وإحداث أكاديميات متخصصة، مع تعزيز حضور التراث في المؤسسات الجامعية من خلال البحث العلمي والتكوين المستمر.

WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE