ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، شكل اللقاء الذي جمع بين الروائي محمد برادة والمخرج المسرحي بوسلهام الضعيف، لحظة ثقافية جمعت بين عوالم السرد وجماليات الخشبة،
انفتح اللقاء الذي سيره الناقد السينمائي حمادي كيروم، على محور بالغ الأهمية، هو "الرواية والمسرح: الحوارية والتفاعل"، حيث ناقش المتدخلون إمكانيات تحويل النص الروائي إلى عرض مسرحي، وما يتطلبه ذلك من جهد تأويلي وتكييفي، في ظل ما يفرضه النص من حمولة فكرية وسردية.
وفي هذا الصدد شكل هذا اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على تجربة المخرج بوسلهام الضعيف في تشخيص أعمال محمد برادة، وعلى التفاعل المهم بين الأجناس الأدبية حين تلتقي على أرض الفن والبحث الجمالي.
من جانبه، اعتبر الكاتب والمخرج المسرحي بوسلهام الضعيف أن اللقاء مع الكاتب والروائي محمد برادة يندرج في إطار مساءلة العلاقة الحوارية بين الرواية والمسرح، مبرزا أن هذا التفاعل بين الجنسين الأدبيين يفتح آفاقا متعددة للتأويل والاشتغال الفني؛ مضيفا أنه سبق له الاشتغال على رواية "بعيدة عن الضوضاء، قريبة من السكات" وتحويلها إلى عرض مسرحي، كما توقف عند تجربة محمد برادة المسرحية، من خلال نصوصه المسرحية مثل "كلام يمحوه النهار".
وأكد الضعيف أن الانتقال بين العالم الروائي وتقنيات الكتابة السردية، وبين العالم المسرحي، يطرح العديد من الأسئلة ليس فقط على المبدعين، بل أيضا على الجنسين الأدبيين في حد ذاتهما، في أفق جذب جمهور أوسع إلى هذا الحوار الفني.
من جهته، أكد الروائي والناقد المغربي محمد برادة أهمية المسرح داخل المجتمع المغربي، معتبرا أن وضعيته الراهنة تعرف تراجعا ملحوظا مقارنة بما كان عليه الحال بعد الاستقلال.
وأوضح أن المسرح كان يشكل فضاء للتثقيف والتواصل، قبل أن يفقد بعضا من بريقه بعد رحيل عدد من الرواد، من بينهم الطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج.
وفي هذا السياق دعا محمد برادة إلى ضرورة تشجيع الجيل الجديد من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي، وتمكينه من الحضور في الساحة الثقافية، مشددا على أن المسرح ليس فقط فرجة، بل هو أيضا مناسبة لفتح الحوار داخل المجتمع، وبين مختلف فئاته.