في إطار احتفائه بالإنتاجات المغربية الأدبية، احتضن المعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي تتواصل فعالياته إلى 27 من شهر أبريل 2025، جلسة ثقافية خصصت لتقديم رواية الكاتب والباحث المغربي محمد المعزوز تحت عنوان " أول النسيان" التي يتناول فيها حياة أحد أبرز رموز المقاومة المغربية ضد الاستعمار وهو محمد بن عبد الكريم الخطابي.
بهذه المناسبة، عبر الكاتب محمد المعزوز عن سعادته بتقديم هذه الرواية ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب قائلا "أتشرف بتقديم هذه الرواية في المعرض التي تسلط الضوء على حياة أبرز مقاومي الريف، والتي جاءت لإعادة الإعتبار لمحمد عبد الكريم الخطابي ولتصحيح بعض المغالطات التي انتشرت حوله من قبيل أنه انفصالي، فالرجل لم يكن انفصاليا بل كان شديد الإرتباط بوطنه المغرب والدليل مقولته " لا أريدها محمية، ولا سلطنة، ولا جمهورية بل دولة اجتماعية عادلة."
وقد تميزت الجلسة بمداخلات عديدة من النقاد والأدباء الذين أشادوا بإنتاجات الكاتب وأسلوبه المتميز في معالجة قضايا المجتمع المغربي، في هذا الصدد، قال أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط محمد خريصي: "السيد محمد المعزوزي روائي ذو حس إبداعي متميز، تبين ذلك منذ أول رواية له وهي "رفيف الفصول"، و"رحلات في حرب النجوم" التي تعيد الإعتبار للجنود المغاربة".
وأضاف المتحدث أن "رواية "أول النسيان" يمكن أن ندرجها ضمن القضايا الإنسانية الكبرى لأنها تحفر في أهم القضايا التي عرفها المجتمع المغربي خلال الاستعمار، وهي رواية لها إضافة نوعية للمشهد الثقافي المغربي، والسيد محمد المعزوز رغم انشغاله بمساره الأكاديمي، إلا أن له لمسته الخاصة وحسه الإبداعي الذي دائما كان وراء قضية من قضايا المجتمع."
كما شهدت الجلسة توافدا كبيرا من الزوار الذين جاؤوا للتعرف على الرواية، مثل الطالب محمد نايت سي بها الذي عبر عن إعجابه بالرواية قائلا " أكثر ما جذبني في الرواية هو عنوانها الذي كتب باللون الأحمر، والذي يرمز من خلاله الكاتب إلى ما وصفهم ب"القتلة" في إشارة إلى المستعمر الإسباني الذي احتل الريف، ما أعجبني في الرواية أيضا هو تطرقها للكثير من القضايا التي تؤثر على الإنسان مثل الإغتصاب، إذ تحدث الكاتب عن الإغتصاب الذي تعرضن له نساء الريف من طرف المستعمر، وقضية الخيانة حيث أشارت الرواية إلى الخونة الذين باعوا وطنهم وتآمروا مع المستعمر ضد المغرب."