احتضنت قاعة أفق داخل فضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته التاسعة والعشرين، يوم 15، ندوة لتقديم كتاب "وقت مستقطع.. يوميات الحرب في غزة" لكاتبه الفلسطيني عاطف أبو سيف.
يتحدث الكتاب الصادر حديثاً عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن، في شكل يوميات، عن المعيش اليومي للكاتب داخل قطاع غزّة خلال فترة الحرب المستمرّة على الشعب الفلسطيني، حيث مكثَ ونجله ياسر عرفات منذ اليوم الأول.
ظل عاطف أبو سيف يكتب يوميّاته بانتظام طوال تلك الأيام، بحيث يكتُب نصّاً باللغة العربية وآخر بالإنجليزية، ثم يرسلها إلى الأصدقاء لنشرها في الصحف والجرائد.
ومتحدثا عن عملية الكتابة قال أبو سيف: "بدأت الكتابة بفنتازيا الروائي انطلاقا من مفارقة دونتها بعد رجوعي من البحر، ثم تحولت عملية الكتابة ذات الطابع الروائي إلى كتابة تقريرية، لاسيما بعد أن عرضتُ مخطوط اليوم الأول على رئيس بيت الصحافة بغزة، بلال جاد الله، الذي حثني بحسه الصحفي على الاستمرار في التأليف، وبعدها أصبحت هذه الكتابة التزام".
ولأن الصحافة والمنظمات الدولية غادرت غزة في بداية الحرب، كما يشرح المتحدث، فإن الحافز الذي دفعه إلى تأليف هذا الكتاب الذي يقعُ في 632 صفحة، هو الرغبة في عدم النسيان. "لم أبح بذلك لأحد من قبل إلا أنه في أشد اللحظات حلكة تحت وطأة الحرب المستمرة، كان يراودني هاجس أنه حتى لو مت، أريد للناس أن تقرأ عني".
وفي تقديمه للكاتب عاطف أبو سيف، أكد معن بياري رئيس تحرير في صحيفة "العربي الجديد"، أنه يكاد يكون حكَّاء غزة الأول، فرواياته وأعماله القصصية تمتحُ من المعيش اليومي للغزيين، وفيها يقدم تفاصيل دقيقة من أزقة وشوارع ومقاهي ومساجد، "فأنت عندما تقرأ أعمال عاطف أبو سيف كأنك بغزة".
وأضاف بياري متوجها إلى الحضور وملوحا بنسخة من الكتاب، "لا تغريكم ضخامتها فهي رواية ممتعة وشيقة، ومؤلمة في نفس الوقت. وبعض الأشخاص الموجودين في أولى الصفحات، قد يستشهدون في باقي صفحات الرواية".
من جانبه تحدث عاطف أبو سيف عن الدمار الذي تخلفه الحرب في فلسطين قائلا: "أقول دائما إنني لو غادرت شخصيات رواياتي عالم الرواية إلى العالم الحقيقي، لما تعرفت على الأمكنة، لأن معظمها تعرض للتدمير".
يذكر أبو سيف عن بداية الحرب قبل السابع من أكتوبر أنه كان يفترض أن يسافر خارج قطاع غزة. وفي اليوم الأول للحرب الذي بدى له صحوا كباقي الأيام، كان الكاتب يتواجد في البحر عاجزا عن تخيل ما الذي سيقع بعد ذلك.
وشدد الكاتب على أهمية الكتابة كونها وحدها تستطيع أن تحكي عما جرى ويجري من ظلم، وقد تشكّل في وقت ما وثيقة تاريخية اجتماعية وثقافية عن لحظة مفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني، يكتبها روائيٌّ عاش تفاصيلها مع ابنه الذي بلغ السادسة عشرة في الخيمة.
ويضيف أبو سيف: "وقت مستقطع ليست مجرد يوميات، هي شهادة وفاة وشهادة حياة: شهادة وفاة على أشياء كثيرة ذهبت، لكنها أيضا شهادة للمستقبل بأنه يجب أن يكون دائما للكتابة دور في حفظ الذاكرة الفلسطينية".