ضم رواق وزارة الشباب والثقافة والتواصل زوال الثلاثاء 06 يونيو 2023، في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، لقاءً يحتفي بآخر ديوان شعري للشاعر والإعلامي المغربي جمال بدومة. قدم خلاله رئيس بيت الشعر في المغرب، الشاعر مراد القادري، قراءةً في الديوان المحتفى به.
يقع الديوان الجديد للإعلامي جمال بدومة في حوالي ستين صفحة حافلةً "برؤى للذات والعالم"، يقول مراد القادري، ويضيف: "إن لهذا الديوان ملامح ومميزات" يرى أن أبرزها تتمثل في "جعل الذات موضوعا للكتابة"، فالشاعر بهذا المعنى لم يبحث لشعره عن أبطال آخرين أو شخصيات يتكلم عبرها، بل إنه "كان شجاعا ومباشرا حينما اختار توظيف الأنا ضمير المتكلم." ويواصل رئيس بيت الشعر حديثه عن الديوان بقوله إن الشاعر يقدم استهاماته وأحلامه "بلغة عبثية مغرقة في الغرائبية والسريالية المفرطة".
صيغ ديوان "ملاك يتعلم الطيران" عبر خمس تيمات لافتة. أولها حسب مراد القادري "القلق الوجودي، تلك الرغبة الجامحة في هتك الأستر والاطلاع على الما وراء". ثم تيمة "الخيبة التي تحضر عبر خيبات جيل الشاعر.. إنها تيمة تجثو على صدر هذا الديوان". كما تحضر تيمة "العطب.. فالشاعر يقر في كل قصائده ألا شيء كامل وألا شيء سوي في هذا العالم". ثم تيمة الهجرة التي تحضر في الديوان "مقترنة بتجربة الغربة والضياع والاغتراب". مشيداً بالأسلوب "الفريد الذي يطبع الكتابة الشعرية لدى بدومة، أسلوب ساخر ومباشر لكنه ذو حس جمالي كبير".
وعن تجربته في الكتابة عموما، علق الإعلامي جمال بدومة قائلا إنه لا يجيد الحديث أبدا عما يكتب، وإنه يعرف فقط أن يكتب ما يخترق شعوره وخاطره. مشيراً إلى أن العمل في الصحافة أخذ منه جانباً من نفسه كشاعر "عندما كنت أكتب للصحافة كنت أحد نفسي أقوم بتنازلات في جملتي.. كنت أحس بعقدة الذنب تجاه ذلك إنها في النهاية لست ما أريد قوله حقا". ورغم ذلك يقول إن "الأمر لم يغير فيه شيئا كثيراً ولكنه بالمقابل أخذ أمراً ما منه". وينهي جمال بدومة حديثه عن هذه التجربة بالتطرق إلى إشكالية تلقي الشعر والأدب عموما، ولكنه لازال يملك أملاً وإيمانا في أن "الشعر سيظل ما ظل الإنسان.. وما ظلت هناك تلك الأقلية الهائلة التي تتذوق الشعر وتكتبه".